الأم والطفل

كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة

كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة تعتمد في الأغلب على قوة شخصية الوالدين، فتربية الأطفال ليست من الأمور البسيطة، وذلك لذكائهم ولاختلاف شخصياتهم، فكل طفل يحتاج طريقة معاملة تختلف عن الطفل الآخر، لذا يقدم لكم موقع الماقه توضيح كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة من خلال عدة معايير معينة يتبعها الوالدين في التعامل مع أطفالهم.

كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة

هناك بعض النقاط التي يجب على كل أم أو أب اتباعها لمعرفة كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة، والتي تنطبق على كل المراحل العمرية، نذكر منها ما يلي.

وضع حدود والتمسك بها

وضع القواعد والقيود للطفل والتمسك بها تساعد الطفل على التمييز بين المسموح والمرفوض، وتساعدك على تربية طفلك بطريقة صحيحة.

سيكون الأمر سهلًا في حال الطفل صغير السن، أما إن كان الطفل كبير، فسيأخذ الأمر منك الكثير من المجهود والمحاولات إلى أن يغير ما اعتاد عليه والالتزام بالقواعد الجديدة.

مثال على تلك القواعد: (غير مسموح بشراء أكثر من حلوة واحدة في اليوم- قل رجاء- أو قل شكرًا- أو قل لو سمحت)، لكن لا تفقد الأمل فكما ذكرنا سابقًا الأمر يحتاج لقوة شخصية وإصرار.

وضع المبادئ الأخلاقية

اجعل طفلك يعمل ما يريد ولكن وفقًا للأخلاقيات المسموحة، ويمكنك تحفيزه على العمل الجيد عن طريق المكافآت، فمن غير المسموح فعل ما يريد بطريقة قد تتسبب له أو لغيره بالأذى، كما أنه من غير المسموح فعل ما هو مخالف للدين والأخلاق.

علم طفلك قيمة المال

إن كنت تريد أن تعرف كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة فمن المؤكد أن تلك النقطة تعتبر من أهم الطرق التي يجب عليك تعليمها لطفلك، فمعرفة الطفل لقيمة المال تجعله يشعر بقيمة الأشياء التي يشتريها، فلا يسعى لتخريبها.

فيتحول شعوره بالأحقية في الحصول على الأشياء التي يريدها إلى محاولة لكسب المال لأجل الحصول عليها، أو طلبها برفق من والديه لشعوره بقيتها الباهظة.

يمكنك تعليم الطفل الكبير كيفية كسب المال عن طريق إلحاقه بالعمل معك أو مع إحدى الأقارب أو الجيران، ليشعر بصعوبة الحصول على المال، وذلك في السن الذي يكون قادرًا فيه على ذلك.

وضع حدود للحب

يوجد خط رفيع بين حب الأبناء المثمر، والحب الذي يؤدي إلى عدم الانضباط، فمثلا قد يشتكي الطفل من ألم في معدته في حالتين:

  • الأولى شعوره بالتعب بالفعل، وفي تلك الحالة يجب إظهار الحب والحنان والتدليل، بجانب المراعاة الطبية.
  • الثانية ادعائه للألم حتى لا يذهب للمدرسة مثلًا، أو حتى يتهرب من أمر ما لا يريد فعله، وفي تلك الحالة يجب على ولي الأمر أن يكون حازمًا، ولا يظهر له الحب والحنان بشكل مبالغ فيه حتى لا يفسد أخلاقه ويكرر تلك الكذبة مرات عديدة فيما بعد.

تعليم الطفل المساعدة والمشاركة

إن كنت تريد تربية الطفل بطريقة صحيحة، فيجب عليك تعليمه أن للآخرين احتياجات مثل ما له احتياجات، ويجب عليه مساعدتهم لتلبية حاجتهم، مثلما يساعده والداه في تلبية احتياجاته.

يمكنك فعل ذلك عن طريق التحفيز، وأبسط الأمور للسن الصغير، أن يشعر الطفل بحاجة أمه لمساعدته في واجبتها المنزلية، أو مساعدة أبيه في عمله، ويمكنكما مكافأته إن قام بما تريدون.

في حالة الطفل الأكبر سنًا من الممكن أن تجعله يشترك في مساعدة كبار السن، أو في مساعدة الفقراء والمحتجين، وذلك من شأنه أن يشعره بأن هناك أشخاص أقل منه حظًا مما يجعله راضٍ عن حياته.

أنت مرآة لطفلك

تعني جملة أنت مرآة طفلك أن كل ما تفعله يقلده طفلك، ففي حالة تواصلك مع طفلك وأنت غاضبًا بشكل مستمر، يتسبب في خلق طفل ذو سلوك عدواني، فيجب عليك الحفاظ على هدوئك.

ينطبق ذلك المبدأ على كل تصرفات الوالدين، فالتصرف السلبي أمام الطفل يجعله دائمًا يتصرف بسلبية، والتصرف العدواني يجعله عدواني، والتصرف بأنانية يتسبب في أنانية الطفل، كذلك الاستسلام أمام أمر ما وعدم المحاولة لحله، يجعل الطفل مستسلمًا ولا يسعى لحل أي موقف يقابله أو مشكلة.

تعليم الطفل لغة الاعتذار

لإجابة سؤال كيف أربي الأطفال بطريقة صحيحة، يجب عليك أن تكون ممن يعترفون بغلطات أبنائهم، فبعض الأمهات والآباء لا يعترفون بغلطات أبنائهم، مثل ما يقوم بضرب صديقه، فيبررون له خطأه بأنه من قام باستفزازه أو الطفل لم ينام وقت كافي وليس مدرك لتصرفاته.

فكم من مرة قابلتم تلك النوعية من أولياء الأمور، فالطريق الصحيح لتربية طفل طبيعي هو معرفته للقواعد والنظام واعترافهم بأخطائه، ومساعدته على الاعتذار عن الخطأ، فالاعتذار لا يشكل إلى حرج في حالة خطأ الطفل، فأي إنسان على وجه الأرض من الممكن أن يقع في خطأ.

تنمية الذكاء العاطفي للطفل

من أهم أساليب التربية الصحيحة للطفل التي يجب اتباعها لتعزيز شعور الطفل بالآخرين، فيجب على الطفل وضع نفسه مكان الآخرين ليشعر بما يشعرون به، ويأخذ أفكارهم ومشاعرهم على محمل الجد.

مثل حدوث خلاف بينه وبين صديقه، يمكنك أن تطلب من الطفل بأن يضع نفسه مكان الطفل الآخر ومعرفة ما يشعر به إن كان في مكانه.

أيضًا من النقاط الهامة في تنمية الذكاء العاطفي، تعليم الطفل الإفصاح عن مشاعره، وتوضيح إحساسه تجاه العديد من الموقف، حتى يتدرب على إظهار مشاعره، وعدم كبتها، ولا يمكن تطبيق كل ما سبق إلا في حالة شعور الطفل بحب أبويه له.

عدم فرض السيطرة على الطفل

لمعرفة كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة، يجب عليك أن تسأل نفسك أولًا هل أستطيع قول لا لطفلي؟ فإن كانت الإجابة بنعم وطفلك يطيعك، فتلك إشارة جيدة تستطيع من تلك النقطة تدريب الطفل على إبداء أسباب الاعتراض.

أما إن كانت الإجابة بلا، فتلك تعتبر مشكلة يجب عليك حلها أولًا، فقد يكون طفلك من الأبناء المدللين الذي لا يستجيب للأوامر ويريد تنفيذ كل ما يريد، حتى أنه لا يستجيب لقولك لا على شيء ولا تستطيع تنفيذ كلمتك.

أو أنك تحاول فرض سيطرتك على الطفل ولا تسمح له بما يريد بدون إبداء أسباب واضحة، فإن كان رفضك لمصلحته، ففي حالة عدم إفصاحك عن السبب قد يشعر الطفل بفرض سيطرتك عليه فقط، فهو لا يفهم سبب الرفض وبالتالي لا يستجيب لقولك لا.

ففي تلك الحالة يجب أن تبدأ بنفسك، ففي حالة قول لا على شيء يجب عليك توضيح سبب الرفض، وبالتالي يمكنك تعليمه بسهولة، وفي تلك الحالة يمكنك مناقشته، وإقناعه بإيجابية للعدول عن رأيه إن كان ذلك أفضل له.

تعليم الطفل التحكم في الغضب

من النقاط الأساسية لطريقة تربية الأطفال الصحيحة، تعليم الطفل كيف يتحكم في غضبه، فليس من الصحيح إن أراد شيء ولم يستطيع فعله الإفصاح عن ذلك بالغضب المبالغ فيه.

مثل البكاء بشدة في الشارع في حالة أن أراد شراء شيء، ولم يوافق من يرافقه، أو الصراخ على زميل له لا يريد اللعب معه، فيجب إيجاد الطرق التي من خلالها يمكنك تدريب الطفل على التحكم في غضبه.

العوامل المؤثرة في تربية الطفل

تتساءل الكثير من الأمهات عن كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة في ظل العوامل المحيطة، فما هي العوامل المحيطة التي قد تؤثر على تربية الطفل؟ هذا ما سنذكره فيما يلي:

الثقافة المحيطة

تؤثر الثقافة المحيطة على كيفية تربية الأبناء بطريقة صحيحة، فالشارع والمدرسة لها بالغ التأثير على تربية الأطفال، كما أن الأطفال المحيطين بطفلك قد يتسببون في إفساد تربية الطفل أو إصلاح تربيته، ولكن في كل الحالات عليك السعي دائمًا لتربية أبنائك بطريقة صحيحة بتجنب العوامل السلبية المحيطة.

تربية الأطفال على غرار تربية الآباء

استكمالًا لموضوع كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة، تؤثر طريقة نشأة الآباء أثناء طفولتهم في تربية الأبناء، فيتوجه بعض الآباء لتطبيق ما قد تم تربيتهم عليه على أبنائهم، من مبادئ وأفكار وأسلوب، وقد يكون ذلك بدون وعي أو بوعي لشعورهم أن هذا هو الصحيح، حتى وإن كان غير صحيح.

المعتقدات الدينية الخاصة بالوالدين

التربية الدينية والمعتقدات الدينية تؤثر بشكل فعال في كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة، فمثلًا الدين الإسلامي، يحث على التسامح والمحبة والتعاون، والرحمة، وتلك المعتقدات الدينية عند ترسيخها داخل الطفل يجعله يتحلى بأجمل الصفات.

هذا يحدث عندما يجد أن أبويه قدوةً حسنة له في ذلك، فيجدهم يتبعون مبادئ الشريعة الإسلامية، فيريد أن يكون مثلهم في تصرفاتهم.

معرفة الأبوين للطرق الصحيحة لدعم الطفل

يمر الطفل خلال مراحل حياته بكثير من الأمور، فقد يمر بمراحل حزن، ومراحل نجاح، ومراحل فشل في تحقيق الأهداف، فيجب على الأبوين أن يكونا على دراية كاملة بالطريقة الصحيحة لدعم الطفل في كل مرحلة يمر بها، مثلا دعم النجاح بالتحفيز.

معرفة مراحل نمو الطفل ومتطلباته في كل مرحلة

يمر الطفل بالعديد من المراحل التي قد لا يتفهمها كثير من الآباء، مثل مرحلة المراهقة، والتي يحتاج الابن فيها لكثير من الدعم، والتفهم لمتطلباته، وإدراك إحساسه بانتقاله من مرحلة لأخرى.

فإن كان الأبوين لا يفهمان تلك المرحلة التي يمر بها ابنهم فقد يتسبب ذلك في ضياع الطفل وانحرافه والعديد من المشكلات التي قد تواجههما.

كما إن كنت تريد معرفة كيفية تربية الأطفال بطريقة صحيحة، فيجب عليك أولًا معرفة طريقة تفكير أطفالك، فكل طفل يختلف عن الآخر في طريقة التفكير، ويسهل معرفة طريقة تفكير الطفل عن طريق التقرب منه، والتحدث معه، ومساعدته على إبداء رأيه في العديد من المواقف، ومراقبته أثناء حل المشاكل التي يمر بها.

طريقة تفكير الأهل وطريقتهم في اتخاذ القرارات

تؤثر طريقة تفكير الأهل في تربية الأطفال بشكل إيجابي، حيث إن الطفل يقلد على الأغلب أبويه كما ذكرنا سابقًا فالطفل مرآة أهله.

ففي حالة كان الأبوين من النوع الحاسم في اتخاذ القرارات والذي لا يضيع الوقت، فقد يصبح الطفل مثلهما، أما في حالة كان الأبوين من النوع المتردد في اتخاذ القرارات ولا يستطيع اتخاذ قرار بسرحة وحسم، فمن الطبيعي أن يفعل الطفل مثلهما.

عمل الأم خارج المنزل

يؤثر عمل الأم خارج المنزل على تربية الأطفال من عدة جوانب منها الإيجابي والسلبي، فقد يتسبب عمل الأم خارج المنزل في إهمال الأطفال وتربيتهم، وقد تجلب الأم في بعض الأحيان جليسة لأطفالها، مما يجعلهم يتأثرون بتلك الجليسة أكثر من تأثرهم بالأم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى