قصة سيدنا موسى في القرآن
قصة سيدنا موسى في القرآن ، تُعَدُّ قصة سيدنا موسى وما حدث له خلالها من أكثر القصص ذِكرًا في القرآن الكريم، نظرًا لِمَا تحتويه من المواقف والعظات التي نتعلم من خلالها منذ ولادتها وحِفظ الله له من فرعون وبطشه حتى إهلاك الله لفرعون وقومه ونجاة سيدنا موسى ومَن معه من المؤمنين بقدرته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وسوف نقدم لكم اليوم من خلال موقع الماقه الإلكتروني قصة سيدنا موسى في القرآن والآيات التي تحكي قصة موسى وفرعون بالتفصيل.
قصة سيدنا موسى في القرآن
سيدنا موسى نبيٌّ من أنبياء الله، وهو من أولو العزم من الرسل الذين فضَّلهم الله وجعلهم من خاصَّته المكرَّمين لقوة تحمُّلهم وصبرهم على الأذى، كما قال الله في كتابه العزيز: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾[الأحقاف:35].
وُلِدَ سيدنا موسى في وقتٍ كان فرعون يقتُل فيه الأولاد الذكور، وبالرغم من هذا ورغم كيد الكائدِين كبر سيدنا موسى وتربَّى في بيت فرعون عدو الله بإرادةٍ من الله وحده، وسوف نتطرَّق فيما يلي كيف كان هذا؟ وكيف إذا أراد الله أمرًا كان؟.
آية قرآنية من قصة سيدنا موسى
القرآن الكريم ذَكَرَ في آياتٍ عديدة في سورٍ تصل إلى أكثر من عشرين سورة عن قصة سيدنا موسى.
ونحن هنا نتكلَّم أولًا عن قصة ميلاد سيدنا موسى وما حدث له وقتها، وكانت في بني إسرائيل؛ حيث قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾[القصص:7].
كيف كان مولده عليه السلام؟ وكيف نجَّاه الله من أذى فرعون وقومه؟
حيث كان فرعون في ذلك الوقت يقتل الأولاد الذكور ويستحيي النساء؛ وكان ذلك بسبب أنَّ كاهنًا أتى إليه وقاله له: “يولَد في بني إسرائيل ولد يُذهِبُ منك مُلْكك”، فتملَّك الخوف من فرعون وثار ثورته، وأصبح بنو إسرائيل يعيشون في هذا الوقت في خوفٍ وفقرٍ وبؤسٍ وشقاء.
آية قرآنية من قصة سيدنا موسى
وكانت في ذلك الوقت سيدة -وهي امرأة عمران- على وشك الوضع، وكانت تخاف على مولودها، فلمَّا وضعته ذكرًا خافت عليه أكثر وأصبحت تترقَّب وتكتُم أمرها عن الناس حتى لا يعلم فرعون بأمره فيأمُر بقتله.
فأوحَى الله إليها ليُطمئنها أن تُرضعه، وأن تصنع له صندوقًا وتضع وليدها (سيدنا موسى عليه السلام) فيه، وأن تُلقِيه في اليَم (وهو نهر النيل).
ففعلَتْ أم موسى ما أمرَهَا الله به وصنعت الصندوق ووضعَتْ فيه سيدنا موسى وألقته في النهر وثقتها وإيمانها بربها جعلها تفعل ما تُؤمَر.
ثم طلبَتْ من أخته أن تمشي خلفه وتقتفِي أثره وتنظر إلى أين سيحمله الصندوق؟ وهذا ما حكاه الله لنا في كتابه حيث قال: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾[القصص:11].
وما كان أشد خوفها وهلعها حين رأت أنَّ الصندوق سار حتى وصل إلى قصر فرعون وأمَرَ فرعون جنوده بالتقاطه، ولمَّا فتحوا الصندوق وجدوه طفلًا صغيرًا صبيًّا؛ فأمَرَ فرعون بقتله.
يمكنك التعرف على قصة قوم عاد ودعوة سيدنا هود وهلاك قوم عاد في القرآن الكريم بالتفصيل من خلال هذا الرابط: قصة قوم عاد ودعوة سيدنا هود وهلاك قوم عاد في القرآن الكريم
كيف نجَّا الله سيدنا موسى من أذى فرعون وقومه؟
ولكن لمَّا رأته امرأته وضَعَ الله محبته في قلبها وقلت لفرعون: ” إنَّه طفلٌ صغير لا يعرف شيء، لا تقتله؛ لِنتَّخِذه ولدًا أو ينفعنا في أي شيء في القصر”؛ فانصاع فرعون لطلبها وترجع عن قتله.
وفي الوقت الذي كانت امرأة فرعون فرحةً جدًّا بهذا المولود الذي وضع الله حبه في قلبها كان قلب أمه يعتصر من الهم والحزن لفراق ابنها والخوف عليه من أن يجده فرعون وجنوده فيقتلوه.
صِدْق الله في وعده لأم موسى
وأمرت آسيا -امرأة فرعون- فليأتوا له بمرضعةٍ تُرضعه وتسُد جوعه، فجاءوا بمرضعات كثيرات ولكن لم يرضَ الطفل موسى بهنَّ، فدخلَتْ في ذلك الوقت أخته وقالَتْ: “أعرف مرضعةً حنون عليه وسيحبها ويرضع منها، وتكفله لكم”، فأتت بأُمِّها (أم سيدنا موسى).
وما إِنْ حملته وأرضعته حتى قبلها وطعم سيدنا موسى من ثديها، فطلبوا منها ان تأخذه وترضعه وتعتني به حتى يكبُر.
وبذلك يكون الله صدق وعده الحق لأم موسى حين قال لها: ﴿وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾[القصص:7].
وقد حكى الله قصة سيدنا موسى ووعد الله لأمه فقال: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾[القصص:7-13].
الدروس المستفادة من قصة مولد سيدنا موسى وتربيته
- المداومة على ذِكْر الله والدعاء له بكل خيرٍ نريده.
- الثقة بأنَّ الله لن يضيِّعنا ولن يخذلنا أبدًا.
- أنَّ الله إذا أراد أمرًا سخَّر له كل الأسباب حتى يكون ما أراد متى أراد وأينما اراد؛ فسبحانه يقول للشيء: “كن” فيكون.
- صدق الله وعده لأم موسى ولُطفه بها ومواساته لها في حُزنها على فُقدان ابنها، فأرجعه الله لها كي تفرح به ولا تحزن لفراقه.
- تهيئة الله الصالحين ووضعهم حتى يكونوا سببًا من أسباب تخفيف الحزن والألم على عباده الصالحين كما سخَّر آسيا امرأة فرعون ووضع محبة سيدنا موسى في قلبها حتى يحفظه الله لأمه عن طريقها.
- ومن ضمن تهيئة الأسباب أيضًا: رفْض سيدنا موسى الرضاعة من المرضعات اللاتي أتوا بهنَّ لإرضاعه حتى أتت أمه فأرضعته وتربَّى في كنفها.
الخوف في قصة سيدنا موسى
نتطرَّق في هذه النقطة لمرحلة أخرى في حياة سيدنا موسى نتكلَّم عنها سريعًا وهي “الخوف في قصة سيدنا موسى”. سيدنا موسى يخاف!! كيف هذا؟.
وللإجابة عن هذا نقول: عندما كبر سيدنا موسى وأصبح شابًّا في الخامسة والعشرين من عمره تقريبًا كان يتمتَّع بقوة جسدية وهبه الله إيَّاها؛ ولكنه لم يستخدمها في شرٍّ أبدًا.
وكان يومًا يسير فوجد رجلان يتشاجران، رجلٌ من بني إسرائيل، والآخر قبطي مصري -وكان المصريون وبنو إسرائيل في ذلك الوقت أعداء- فاستغاث به الذي من بني إسرائيل على القبطي المصري فحاول أن يفرِّق بينهما ولا يستخدم قوته للبطش بالقبطي ولكنه لما لم يستطع ذلك فوَكَز القبطي فوقَعَ قتيلًا دون قصدٍ منه.
فأصبح يعيش في المدينة خائفًا من المصريين لأنَّهم هم أصحاب البلد، وأصبح يدعو الله ويترجَّاه أن يغفر له ذلَّته بأنَّه كان سببًا في موت نفسٍ خلقها الله، فغَفَرَ الله له لعلمه بحاله.
فقال الله في كتابه: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ﴾[القصص:16-18].
فتابَ عن فعلته هذه ولم يكرِّرها بالرغم أنَّه تعرَّض لنفس الموقف ولكنه استغفر ربه ولم يفعل كما فعل في السابق وخرج من المدينة خائفًا حتى وصل إلى “مدين”.
يمكنك الاطلاع على الكثير من المعلومات عن حياة الانبياء و للتعرف على مكان وجود قبر نبي الله يوسف من خلال الإطلاع على هذا الموضوع: أين يوجد قبر سيدنا يوسف ومعلومات عن حياة الأنبياء