فيمن نزلت سورة الهمزة؟ وما سبب نزولها؟ للأسف قد لا يعرف غالبية الناس إجابة ذلك السؤال، ولا يعلمون فيمن نزلت وما الظروف التي نزلت فيها، وحتى ما الذي تعنيه.
إن سورة الهمزة من السور التي يثار حولها الكثير من الأسئلة، والتي سنجيب عنها جميعًا من خلال هذا المقال عبر موقع الماقه، لكي يتثنى لكل مسلم أن يعلم ما الذي ترمي إليه هذه السورة الكريمة.
فيمن نزلت سورة الهمزة
إن الشخص الذي نزلت فيه هذه السورة الكريمة مُختَلفٌ عليه، فلقد قال كل من عطاء والكلبي أنها نزلت في الأخنس بن شريق، وهذا لأنه كان يتهامز ويتلامز على الناس، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأخص، وقد ذهب محمد بن إسحاق كاتب السلسلة المعروفة باسم سيرة بن إسحاق، أن سورة الهزة قد نزلت في أمية بن خلف.
كما ذهب مقاتل إلى أن سورة الهمزة قد نزلت في الوليد بن المغيرة، وهذا لأنه كان دومًا ما يطعن الرسول صلى الله عليه وسلم في وجهه، ويغتابه بما يسوئه من القول.
معلومات حول سورة الهمزة
نظرًا لحديثنا حول معرفة فيمن نزلت سورة الهمزة فحري بنا ذكر بعض المعلومات التي تتعلق بسورة الهمزة، وهي تتلخص في:
- سورة الهمزة ترتيبها هو مئة وأربعة في المصحف الشريف.
- عدد آيات سورة الهمزة هو تسعة.
- لقد نزلت سورة الهمزة بعد سورة القيامة، وقبل نزول سورة المرسلات.
- تقع سورة الهمزة في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وتحديدًا في الحزب الستين.
- سورة الهمزة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة.
سبب نزول سورة الهمزة
أجبنا عن سؤال فيمن نزلت سورة الهمزة، ولكن ما هي الأسباب التي نزلت من أجلها وما هي ظروف نزولها، قيل إن سورة الهمزة قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، بسبب اغتياب وتهامز وتلامز المشركين على النبي وإيذائهم له على الدوام.
نزلت تلك السورة على النبي لتربط على قلبه، وتعده بعقاب هؤلاء الذين ألحقوا الأذى به، وتتوعد لهم بالهلاك والعذاب جزاءً لهم على إيذاء نبي الله الخاتم.
تفسير سورة الهمزة
إن تفسير سورة الهمزة واضح ومبسط، ويوضح جزاء من يتعدى على حرمة نبي الله صلى الله عليه وسلم، معتقدًا بالخطأ أن ماله وجاهه وسلطانه سيحمونه من الله.
تفسير الآية الأولى من سورة الهمزة
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ
تعني الآية أن سخط وغضب الله سيحل على كل من يطعن في الناس، فهو يأكل لحمهم باغتيابه لهم في غيابهم وحضورهم.
تفسير الآية الثانية من سورة الهمزة
الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ
تعني هذه الآية أن الذي يتهامز على الناس ويغتابهم دفعه إلى ذلك جمعه وكنزه للمال، فهو لا يرى أن غير المال يضمن له العزة والمنعة.
تفسير الآية الثالثة من سورة الهمزة
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ
تعني الآية أن الذي يهمز ويلمز ويغتاب من حوله، يعتقد أن ماله سيؤمن له الوجود في الدنيا وسيضمن له الخلود، وأن ماله الذي يجمعه سينصفه وسيحميه من الله.
تفسير الآية الرابعة من سورة الهمزة
كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ
أي أن المغتاب سيلقى ويزدجر في النار خالدًا فيها، جزاءً له على ما فعله، وجزاءً له على ظنه بالله السوء واعتقاده بأن ماله سيقيه من الله.
تفسير الآية الخامسة من سورة الهمزة
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ
أي أنك أيها المغتاب لا تعرف ما هي نيران الحطمة، فمعرفتها لن تخطر حتى بخيالك، فهي أعدت لكل من يستحقها من أمثالك.
تفسير الآية السادسة من سورة الهمزة
نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ
تعني أن نيران الحطمة هي النيران التي تنسب لله سبحانه وتعالى، فهو الذي أعدها بعظمته وسلطانه وبأسه الشديد لمن عصاه، ووصفها الله بالموقدة لأنها لا تخمد ولا تهدأ.
تفسير الآية السابعة من سورة الهمزة
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ
تؤكد هذه الآية أن نيران الحطمة لا تشبه بأي حال من الأحوال أي نار أخرى من نيران الدنيا والأخرة، وهذا لوصف الله تعالى لها أنها ترصد القلوب في الصدور، وتعمد إليها لتحرقها بما كسبت في الدنيا.
تفسير الآية الثامنة من سورة الهمزة
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ
أي أن نيران الحطمة مطبقة مغلقة عليهم، لا يسعهم الخروج منها مهما حصل.
تفسير الآية التاسعة من سورة الهمزة
فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
تعني هذه الآية الكريمة أن نيران الحطمة بعد أن تغلق على من يستحقون أن يصلوها بأبواب عالية، تشد بأوتاد جبارة من الحديد، فلا يفتح لهم بابها أبدًا.
