اسلاميات

حكم نقض الأيمان بعد توكيدها

حكم نقض الأيمان بعد توكيدها يُعد من الأحكام التي لا بد على كل مسلم أن يعلمه، وألا يتهاون في أمره، وحرص المسلم على معرفة ذلك الحكم يدل على الوفاء بالعهد مع الله، وفيما يلي سنوضح لكم من خلال موقع الماقه حكم نقض الأيمان بعد توكيدها، مع الإشارة إلى عدة أمور أخرى هامة عن نقض الأيمان.

 حكم نقض الأيمان بعد توكيدها

حكم نقض الأيمان بعد توكيدها كما جاء في كتاب الله هو إطعام عشرة من المساكين، أو كسوتهم أو صيام ثلاثة أيام، والدليل على ذلك قول الله تعالى: )لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ولكن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كذلك يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( [المائدة : 89].

يختار الإنسان أمر من ثلاثة أمور وهي:

  • إطعام عشرة من المساكين مما يطعم به أهل البلد ويكون من مستوى من يُطعِم لا من مستوى من يُطَعم، ويكون الإطعام مقدار نصف صاع أي مكيال ما يُكال به الحبوب ونحوها ومقداره نصف كيلو ونصف على وجه التقريب، ويكون من الحبوب مثل: الأرز أو العدس أو الذرة وما إلى ذلك.
  • كما يكون مع الحبوب مقدارًا من الطبيخ أو لحمًا، ويمكن أن يحضر عشرة من المساكين ويغديهم ويعشيهم وهذا يكفي.

  • الكساء ويكون بكسوة عشرة من المساكين كسوة تصلح للصلاة، فللرجل مثلًا: قميص أو إزار ورداء، وللمرأة ثوب طويل فضفاض وخمار.
  • تحرير رقبة مؤمنة.
  • فمن لم يستطع فليصم ثلاثة أيام ويفضل أن تكون متتالية.

    أقوال العلماء في كفارة اليمين نقودًا

    استكمالًا لعرضنا لموضوع حكم نقض الأيمان بعد توكيدها، فمن الطرق التي يعتقد البعض أنها صحيحة لإخراج الكفارة هي إخراجها على هيئة نقود، ولكن أجمع جمهور العلماء على عدم إخراج كفارة اليمين نقودًا، فإن خرجت في هذه الصورة فلا يجزى بها.

    قال ابن قدامة رحمه الله: ” لا يُجْزِئُ في الكفارة إِخراج قيمة الطعام ولا الكسوة، لأن الله ذكر الطعام فلا يحصل التكفير بغيره، ولأن الله خَيَّرَ بين الثلاثة أشياء ولو جاز دفع القيمة لم يكن التَخْيِيرُ منحصراً في هذه الثلاث.”

    قال الشيخ ابن باز رحمه الله: “على أن تكون الكفارة طعاما لا نقودا، لأن ذلك هو الذي جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة، والواجب في ذلك نصف صاع من قوت البلد، من تمر أو بر أو غيرهما، ومقداره كيلو ونصف تقريبا، وإن غديتهم أو عشيتهم أو كسوتهم كسوة تجزئهم في الصلاة كفى ذلك، وهي قميص أو إزار ورداء.”

    قال الشيخ ابن عثيمين: “فإن لم يجد الإنسان لا رقبة ولا كسوة ولا طعاماً فإنه يصوم ثلاثة أيام، وتكون متتابعة لا يفطر بينهما.”

    تأخير كفارة اليمين

    استمرارًا لحديثنا عن حكم نقض الأيمان بعد توكيدها فإن كفارة اليمين لها شروط، ومن ضمنها الوقت التي يجب إخراجها فيه، فقد أفتى مجمع البحوث الإسلامية بناءً على آراء جمهور العلماء أن كفار اليمين لا يجوز تأخيرها، وأنه وجب على من أحنث اليمين أن يكفر عنه فور نقضه فذلك هو الأصل في هذا الأمر.

    إن عجز الحانث عن إطعام المساكين أو كسوتهم أو عتق الرقبة فور الحنث وجب عليه الصوم ثلاثة أيام ويفضل أن تكون متتالية، فإن تأخر عن أداء الكفارة، وجب عليه حال أداؤها أن يقيمها حسب حاله وقت تأديتها.

    إن كانت حالة الحانث قادرة على الإطعام والكسوة، فالإطعام مقدم على الكسوة وكذلك على الصوم، فلا يجوز حسب ما قالته دار الإفتاء أن يصوم ثلاث أيام مباشرة، وذلك خطأ يقع فيه الكثير، وذلك لأن الإطعام والكسوة مقدمة على الصوم في القرآن.

    كفارة حنث اليمين المتكرر

    تكرار القسم أو اليمين تباعًا أي عدة مرات متتالية من غير حنث بين اليمين والآخر، فتكون الكفارة واحدة لأن الحنث حصل مرة واحدة وإن تكرر اليمين.

    لكن عند القسم أكثر من مرة والحنث ثم القسم والحنث وهكذا، فإن الكفارة تكون بعدد الأحناث التي تمت والواردة بعد كل قسم. قال المفتي: (الأصل أن يتجنب المسلم الإكثار من حلف اليمين، لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة: 224]، والله عز وجل أيضًا جعل حلف اليمين مذمومًا قال تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ) [القلم: 10].

    أقسام اليمين

    في إطار عرضنا لحكم نقض الأيمان بعد توكيدها، لا بد من معرفة أنواع الأيمان، والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي:

    • اليمين الغموس: وسمي بهذا الاسم لأن صاحبه يغمس في النار والعياذ بالله، فهو من أخطر أنواع اليمين ويكون اليمين الذي يُحلف على أمر مسبق مع علم صاحب اليمين أنه حلفًا كاذبًا، ورأت الأئمة أن هذا النوع يلزمه التوبة والاستغفار.
    • اليمين اللغو: وسمي بذلك لأنه يكون بدون قصد صاحبه أو كان على شيء يظن أنه صحيح، ثم يتضح له عكس ذلك، وهذا اليمين ليس عليه كفارة بإجماع جمهور العلماء والفقهاء لقول الله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ولكن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ) [المائدة: 89].
    • اليمين المنعقدة: وسميت بهذا الاسم لأنها تكون بانعقاد القلب على فعل الأمر الذي يحلف عليه صاحبه فتكون عن قصد وعزم مسبق، فإذا تكرر هذا اليمين عدة مرات على الأمر نفسه ثم يحنث بعد ذلك، كأن يقول البعض: “والله لا أكل عن فلان” فتكون الكفارة هنا كفارة واحدة كما جاء في كتاب الله إطعام عشرة من المساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة مؤمنة فمن لم يستطع فصيام ثلاثة أيام.

    أما إذا كانت الأيمان المنعقدة على أمور عدة مثلًا كقول: ” والله لا أكل عند فلان والله لا أكلم فلان والله والله لا أزور فلان” أي القسم على عدة أمور فتكون الكفارة على مذهب المالكية والشافعية والحنفية كفارة واجبة على كل يمين على حدا.

    إذا فيجب على الحانث الكفارة مرة واحدة لأن حنث اليمين كان على أمرٍ واحدٍ، أما إذا تعددت الأيمان على أمورٍ مختلفة فالكفارات تتعدد، وفي حالة إخراج الكفارة ثم الحنث على نفس الأمرة مرة أخرى فوجب كفارة أخرى والله تعالى أعلى وأعلم.

    الأيمان والعهود

    نقض الأيمان بعد توكيدها أمرًأ من الأمور التي يجب الانتباه لها، فحفظ الأيمان والعهود والنذور من الواجبات الشرعية التي يجب الحفظ والحرص عليها.

    لا سيما أن تلك الأيمان تكون مع الله عز وجل، فعندما يعقد الإنسان عهدًا مع أحد من البشر يخشى عدم الوفاء به، فالله أولى بذلك، فلا يصح أن يتقرب الإنسان من الله ثم ينقض عهده معه، فالإصرار على الوفاء بالعهد مع الله وعقد النية على عدم إبرام ذلك العهد والصبر عليه له أجرًأ عظيمًا عند الله، والقسم يكون ببعض الكلمات مثل: والله بالله تالله ورب العالمين.. وغير ذلك من الأيمان بالله كالقسم باسم من أسماء الله.

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى