آيات عن الصبر والتفاؤل
آيات عن الصبر والتفاؤل لقراءتها في أوقات البلاء الشديد الذي يصيب الإنسان، فلا كاشف للضر إلا الله سبحانه وتعالى، ولا مهون على البلاء إلا الصبر وقراءة ما تيسر من القرآن.
لذلك في السطور القادمة عبر موقع الماقه سنعرض لكم بعض الآيات عن الصبر والتفاؤل، وشرح بعض هذه الآيات مع بيان معانيها ومواضعها.
آيات عن الصبر والتفاؤل
الله سبحانه وتعالى خلقنا في الحياة لنعمرها ونبتغي من رزق الله فيها، ويصاب الإنسان في الحياة ببعض الابتلاءات التي يكون الغرض منها هي اختبار إيمان العبد المسلم بالله عز وجل، وأنه القادر على كشف ما فيه من ضر، والصبر على ما أصابه.
جاء الشاهد على هذا في قول الله سبحانه وتعالى في الآية الحادية والثلاثين من سورة محمد (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)، ولذلك يبحث الإنسان عن آيات الصبر والتفاؤل لتمكنه من الصبر على ما أصيب، ومن هذه الآيات:
- سورة البقرة الآية 177 (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)، البأساء في هذه الآية تعني حال المشقة والفقر، والضراء تعني الأذى والضيق.
- الآية السادسة والستين من سورة الأنفال (الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).
- (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) “الآية 10 من سورة الزمر”، جاء في تفسيرها أن الله سبحانه وتعالى يرزق الصابرين أجر في الآخرة لا يعد.
- الآية العشرون بعد المائة من سورة آل عمران (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
- الآية رقم مائتين من سورة آل عمران (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
آيات عن أنبياء صابرين
جاء في الإسلام ذكر العديد من الأنبياء والرسل والصالحين الذين صبروا على ما أصابهم الله عز وجل من البلاء، لذلك في السطور القادمة سنعرض لكم آيات عن الصبر والتفاؤل من قصص الأنبياء.
1- آيات قرآنية عن صبر أيوب
جاء في أيوب وصبره آيتين في موضعين مختلفين، في الآية الثالثة والثمانين من سورة الأنبياء (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، وفي الآية الحادية والأربعين من سورة ص (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ).
أيوب قيل إنه نبي، وقيل إنه أحد الرجال الصالحين، لكن ما اتفق عليه العلماء هو شدة بلاء أيوب، فابتلاه الله بمرض لعقود ومات عياله، وخسر ماله، وهو صابر على البلاء، فكان جزاء الله له أن أعطاه ضعف ما كان عنده من مال وولد.
2- صبر يعقوب ويوسف في القرآن الكريم
ذكر الله تعالى آيتين في صبر يعقوب، وكلاهما في سورة يوسف (وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ) “الآية 18 من سورة يوسف”.
(قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) “الآية 83 من سورة يوسف”.
قال المفسرون إن صبر يعقوب بشكواه لله رب العالمين القادر على كل شيء، كما جاء في صبر يوسف على البلاء الذي أصابه بعدما ألقاه إخوته في البئر.
الشاهد ما جاء في الآية التسعين من سورة يوسف (قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).
آيات من القرآن الكريم عن الفرج
الفرج هو كشف الغم وإزالة الهم، ولعل الإنسان يدعو الله في بلائه أن يلهمه الصبر ويفرج عنه ما هو فيه من غم، كما يسعى الإنسان في الفترات الصعبة من حياته على قراءة آيات عن الصبر والتفاؤل عسى الله أن يفرج عنه، ومن هذه الآيات:
- الآية رقم مائة خمسة وخمسين من سورة البقرة (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)، في هذه الآية بشرى من الله عز وجل للصابرين بالجنات والثواب العظيم جزاءً لصبرهم.
- الآية الرابعة عشر بعد المائتين من سورة البقرة (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).
- الآية السابعة من سورة الطلاق (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)، وتعد هذه الآية من أكثر الآيات في القرآن والكريم عن الفرج.
- الآيتان الخامسة والسادسة من سورة الشرح (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)، هاتان الآيتان على الرغم من حفظ المسلم لها في سنه الصغير إلا أنه لم يتدبر المعاني القيمة التي فيها إلى كبره.
- الآية الرابعة والستين من سورة الأنعام (قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ) فيها بشرى من الله للمؤمنين بأنه الكاشف للكرب.
آيات عن التفاؤل من القرآن الكريم
لعل ما ذكرناه في السطور السابقة من آيات عن الصبر والتفاؤل كانت عن الصبر والتفاؤل مجتمعين، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم آيات من القرآن الكريم عن التفاؤل فقط، ومن هذه الآيات:
- جاء في بداية سورة الطلاق دعوة من الله سبحانه وتعالى للتفاؤل، وعدم الحزن على ما قد سلف من سوء أصابك (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا).
- في الآية السادسة والعشرين من سورة آل عمران، من الحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى وصفاته العلا ما يجعل القلب هادئًا، ويعطيه التفاؤل والثقة في الخير القادم له.
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
- جاء قول الله تعالى “وبشر” 18 مرة في القرآن الكريم، ومنها الآية الثانية عشر بعد المائة من سورة التوبة (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
- في الآية الثالثة عشر من سورة الصف، اقترن أمر البشرى من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بالنصر من عنده في الدنيا، والجنة في الآخرة (وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).