اسلاميات

هل يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها عند السفر

هل يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها عند السفر؟ وما الأعذار الذي يقدم فيها المسلم أو يؤخر الصلاة؟ هناك بعض الظروف الطارئة التي تحدث للمسلم في يومه وتجعله يضطر إلى تقديم الصلاة أو تأخيرها عن وقتها كالسفر والعمل وما إلى ذلك.

فهل يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها عند السفر؟ هذا ما سنذكر الإجابة عليه في الموضوع التالي من خلال موقع الماقه.

هل يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها عند السفر؟

إن الله فرض على المسلم الصلوات الخمس، وفرضها أن تصلى في أوقاتها حيث قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)، ولكن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يمكن للمسلم أن يجمع فيها الصلاة مقدمًا لها أو مؤخِرًا.

لذا يحرص المسلم دائمًا على أداء صلاته المفروضة في وقتها لهذا قد يسأل هل يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها عند السفر؟ فأجمع العلماء على عدم جواز للمسلم أن يقدم الصلاة قبل وقتها، إلا في الحالات الاستثنائية.

أي الحالات التي لا يستطيع تأجيلها إلى حين تأدية الصلاة في وقتها مثل المسافر، فإنه لا بأس من جمع الصلاة جمع تقديم أو تأخير ويجوز القصر ولكن إذا توافرت به الشروط.

بالتالي يمكننا الإجابة على السؤال هل يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها عند السفر؟ بأنه لا يجوز للمسلم أن يقدم الصلاة قبل وقتها، بل يجمعها جمع تقديم مع الصلاة التي قبلها، أو جمع تأخير مع الصلاة التي بعدها.

شروط تقديم وتأخير الصلاة للمسافر

للمسافر شروط يجب أن تتوافر فيه عند السفر كي يكون جائزًا له جمع تأخير وتقديم الصلاة وقصرها، وهذه الشروط تنص على أن يكون المسافر مقيمًا ثلاث أيام بلياليها فقط.

فإذا زاد عن ذلك أو كان مقيمًا في بلد غير بلده لفترة طويلة فهذا لا يصنف ضمن المسافر الذي أجاز له الشرع قصر الصلوات وجمعها، وتكون صلاته في فترة سفره المشروطة عبارة عن صلاة الفجر في وقتها دون تقديم أو تأخير وتصلى ركعتين كما هي.

أما صلاة الظهر وصلاة العصر فإنه يصليهما إما جمع تقديم وهو أن يصلي العصر ركعتين والظهر ركعتين في وقت الظهر، والمغرب ثلاث والعشاء اثنين في وقت المغرب.

أما جمع التأخير وهو أن يصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين في وقت العصر، والمغرب ثلاث والعشاء ركعتين في وقت العشاء.

حكم جمع الصلوات لغير المسافر مع وجود عذر

اجتمع العلماء على إجابة السؤال هل يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها عند السفر؟  أنه من الأفضل ألا يجمع المسلم بين الصلوات إلا بعذر مقبول، وهو أن يكون مسافرًا كما ذكرنا.

أو يكون في اجتماع للعمل مثلًا ولا يمكنه أن يستأذن من الاجتماع، أو كان طالبًا في محاضرة أو درس من الدروس ولا يستطيع الاستئذان لأداء الصلاة، فعندها لا بأس في أن يقوم المرء بجمع الصلاة دون قصر.

فمثلًا قد تكون محاضرة الطالب في وقت الظهر ولا يمكنه الصلاة، فيجوز أن يجمع الظهر مع العصر جمع تأخير دون أن يقصر (أي يصلي الظهر أربع ركعات والعصر أربع ركعات).

كذلك إذا كانت المحاضرة وقت المغرب يمكنه جمع المغرب مع العشاء وقت العشاء دون أن يقصر (أي يصلي المغرب ثلاث ركعات والعشاء أربع ركعات).

كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قام بجمع الصلاة دون عذر أو سفر، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم، “جمعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ بين الظهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةِ، من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ، قيلَ لابنِ عباسٍ: ما أرادَ إلى ذلكَ؟ قال: أرادَ أن لا يُحرِجَ أمتّهُ“.

حالات جواز جمع الصلاة

ربما يتعرض المسلم لعدة حالات أخرى تجعله مضطرًا لأن يجمع بين الصلاة، وهذه الحالات قد تكون كالتالي:

  • حالة حدوث المرض: إذا كان المرض يعيق الصلاة في وقتها وسيكون الأمر شاقًا على المريض أن يقيم الصلاة في وقتها فيجوز له أن يجمع بين الصلوات دون قصر.
  • الخوف من الضرر على النفس والمال: أباح لنا الإسلام جمع الصلوات إذا كانت هناك حرب مثلًا أو أي خطر يحيط بالمسلم وقت الصلاة وسيكون خطرًا عليه أن يفرغ لكل صلاة، فيجوز له أن يجمع الصلوات دون قصر.
  • حالة هطول المطر والبرد الشديد: وهو أن يكون هناك مطر غزير يتساقط ولا يستطيع المسلم أن يصلي في أي مكان في الشارع أثناء خروجه من المنزل أو يتضرر من المطر في وقت الظهيرة وتوقف المطر في فترة العصر، فيجوز أن يجمع الصلاة.
  • صلاة الحجاج يوم عرفة: يجمع الحجاج المغرب والعشاء بعد إفاضتهم من عرفات جمع تأخير، كما أنهم يجمعون بين الظهر والعصر جمع تقديم فيصلون الظهر والعصر في وقت الظهر.

حكم الصلاة قاعدًا على مقعد الطائرة أو القطار

هل يجوز تقديم الصلاة قبل وقتها عند السفر؟ ليس هذا سؤال المسافرين فحسب، بل قد يسأل البعض هل يمكن أصلي جالسًا في الطائرة أو القطار أثناء السفر؟

يمكن للمسلم أن يصلي في الطائرة أو القطار جالسًا إذا لم يستطع الوقوف بسبب ما كخشية عدم الاستقامة بسبب فقدان التوازن أثناء سير القطار أو الطائرة.

لكن إذا كان يستطيع المصلي أن يصلي واقفًا لكنه يخجل من الصلاة أمام باقي المسافرين؛ فهنا يجب عليه أن يصلي واقفًا وفقًا لما جاء في الآية الكريمة في سورة البقرة: (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).

الصلاة هي أساس وعماد الدين، فيجب على المسلم أن يقيمها لما أمرنا الله في الآية: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) سورة البقرة الآية 43.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى