حكم الجماع في رمضان
ما هو حكم الجماع في رمضان؟ وما حكم الجماع أثناء صلاة الفجر؟ حيث يدور في أذهان الكثيرين الحكم الشرعي حول هذه الأمور، واختلف بعض العلماء في حسم الموقف، ولكن أوضحوا بعض التفاصيل التي تتعلق بكل حالة وبينوا الحكم في هذه الحالات، لذا ومن خلال موقع الماقه سنقوم بذكر إجابة سؤال ما هو حكم الجماع في رمضان.
حكم الجماع في رمضان
الجماع هو أحد المصطلحات الفقهية المعروفة التي أجتمع العلماء على معناه الخاص وهو إيلاج الذكر في فرج المرأة، ومعناه العام العلاقة الشهوانيّة بين الذكر والأنثى، ونجد أن الإسلام تدخّل في هذا الأمر فوضع عدة ضوابط وقيود لجعل العلاقة بين الرجل والمرأة شرعية وليست شبيهة لعلاقة الحيوانات.
تعتبر مسألة حكم الجماع في رمضان من المسائل التي تشغل ذهن المسلم وتأخذ حيز من تفكيره، لذا يُمكننا القول إن لا مشكلة في جماع الزوج لزوجته في ليل رمضان حتى لو حدث الإيلاج أو غيره مما يحدث في العلاقة الزوجية، فليس عليه حرج مادام يحدث ذلك في ليالي رمضان حتى لو كان في العشرة الأخيرة منه.
حكم الجماع في نهار رمضان
ليس على الرجل قضاء ولا كفارة عند جماع زوجته في ليل رمضان، ولكن ماذا عن حكم الدين في الجماع خلال نهار رمضان؟ نجد هنا أن الأمر قد اختلف عن حكم الجماع في رمضان بشكل عام وأصبح الجماع فعل حرام يقتضي التوبة والاستغفار ويلغي صيام كلًا منهما.
لا مشكلة في تقبيل الزوج لزوجته أو مداعبتها من خلال اللمس أو التقبيل أو ضمها إليه أو حتى النوم بجانبها، ولكن يلزم السيطرة على نفسه حتى لا تزيد شهوته ثم تحدث عملية الإيلاج، مادام مسيطرًا على نفسه فيستطيع مداعبة زوجته أثناء النهار ولا يُحرم صيامهما في هذه الحالة، أما إذا كان شخص شديد الشهوة فعليه الابتعاد عنها أثناء نهار رمضان.
يختلف الأمر عندما يجامع الرجل زوجته وهو ناسيًا لصيامه، أو ليس عالمًا بحكم الجماع في رمضان، في هذه الحالة لا يكون عليه قضاء أو كفارة، مثل الذي فطر في نهار رمضان بالأكل أو الشرب وهو ناسيًا لصيامه، لأن الصيام هو امتناع النفس عن أمور معينة والتي تتمثل بعضها الأكل والشرب والشهوة، وما ينطبق على الأكل والشرب ينطبق على الثالثة.
الدليل على حكم الجماع في نهار رمضان
نجد الدليل على حُرمانية الجماع أثناء الصيام أي في نهار رمضان في كتاب الله الكريم، عندما قال تعالى:} أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الآية 187 من سورة البقرة.
نفهم من ذلك أنه لا مشكلة في المباشرة بين الرجل وزوجته أثناء الصيام، وهي التقبيل أو الملامسة، ولكن ما زال الصيام عن الأكل والشرب والشهوة، لذا يجب التحكم في النفس لعدم حدوث عملية الإنزال مما يؤدي إلى إفساد الصيام، ويُمكن للمرء أن يُعد نفسه عن الاحتمالات ولا يقوم بمداعبة زوجته أثناء نهار رمضان.
في حالة خوف الزوج أو الزوجة من احتمال حدوث عملية الإنزال أثناء المداعبة فعليهما عدم التقرب من بعضهما أثناء النهار، وتصبح المداعبة غير جائزة لأنها تزيد من احتمال فساد الصيام.
حيث تم اعتبار الجماع من المفطرات، نظرًا لأنه شهوة والمُراد من عبادة الصيام هو منع النفس عما اعتادت عليه من الشهوات كالأكل والشرب والجماع وغيره، وذلك لأن الشهوات تساعد على ضعف العزيمة وعدم القيام بالعبادات.
كفارة الجماع في نهار رمضان
لا يجوز الصيام عند حدوث الإيلاج في نهار رمضان أبدًا، فيصبح صيام الرجل وزوجته باطل، ويلزم عليهما قضاء اليوم والكفارة من خلال عتق رقبة مؤمنة، وإذا لم يستطع فيلزم عليه الصيام شهرين متتابعين، وإذا لم يستطيع فعليه أن يطعم ستين مسكين.
حيث يكون لكل مسكين نصف صاع من التمر أو الأرز أو غيرهما، والنصف صاع هو ما يعادل الكيلو ونصف، وإذا تم إجبار الزوجة على فعل ذلك بالإكراه فيلزم على الزوج أن يدفع الكفارة عن نفسه وعنها هي الأخرى، أما إذا كانت مطيعة له في هذا الأمر فيلزم عليها فعل مثلما لزم عليه.
حكم الجماع في نهار رمضان عند السفر
إن كان كلًا من الزوج وزوجته مسافرين، فلا مشكلة أن يحدث بينهما الجماع في نهار رمضان، نظرًا لأن المسافر يُباح له الفطر باختلاف المفطرات والتي تتمثل بعضها في الأكل والشرب والجماع، ولكن يجب عليهما قضاء هذا اليوم.
أما إذا كان أحد الزوجين فقط مسافر مفطر والطرف الآخر غير مسافر أي صائمًا، فلا يجوز في هذه الحالة الجماع في نهار رمضان، فيُبطل الصوم ويقتضي الكفارة والاستغفار والتوبة عن هذا الفعل في ذلك الوقت.
يجدر بالذكر أنه لا مشكلة في الجماع عند قدوم الزوج من السفر وهو مفطر بسبب سفره، حيث يكون مفطرًا بالفعل، بالإضافة إلى أن زوجته كان حائض وتطهرت بعد فجر يوم قدومه، بذلك يكون كلًا منهما مفطر بعذر، فلا بأس في الجماع في هذه الحالة، وليس عليهما كفارة نظرًا لعدم صيامهما بالفعل في هذا اليوم.
هناك بعض الأمور التي من المهم معرفتها حتى لا تختلط الأمور ببعضها البعض، ضمن هذه الأمور مسافة سكة السفر التي يُباح للمرء الفطر بسببها، فيُمكننا القول إن المرء يجوز له الفطر في رمضان عند سفره لمسافة تزيد عن 81 كيلومتر.
حكم الجماع مع أذان الفجر
هناك من يقوم بجماع زوجته أثناء الليل ولكن يسمع أذان الفجر أثناء الجماع، في هذه الحالة يجب أن ينزع فرجه، فإذا فعل ذلك لا يكون عليه شيء، مثل من يأكل ولكن عند سماع أذان الفجر يقطع الطعام، أما في حالة أن استمر الرجل بالجماع أثناء سماعه أذان الفجر، يقتضي عليه التوبة والاستغفار والكفارة للجماع في نهار رمضان.
حكم من نوى الصيام ثم سافر فجامع
اختلف العلماء في قولهم لحكم المسافر الذي عقد نية الصيام منذ الليل ثم أفطر أثناء سفره بسبب الجماع، فانقسمت الأقوال إلى اثنين وهما متمثلان فيما يلي:
- رأي الحنابلة والشافعيّة: هو الرأي الأول والذي ينص على جواز الفطر للمسافر الذي نوى الصيام منذ الليل؛ نظرًا لأن عذره مازال قائمًا.
- رأي المالكيّة والحنفيّة: هو الرأي الثاني وينص على عدم جواز الفطر للمسافر الذي عقد نية الصيام منذ الليل، ولكنهم اختلفوا في وجود الكفارة، حيث أتفق المالكيّة على وجوبها، وأتفق الحنفيّة على عدم وجوبها لوجود الشبهة.
حكم الإمساك بقية اليوم بعد الفطر بعذر
اختلف أهل العلم في مسألة الإمساك في الوقت الباقي من اليوم بعد الفطر بسبب عذر ما، فانقسمت أقوالهم إلى ثلاثة أقوال، وهي تتمثل فيما يلي:
- قول المالكيّة: في هذا الأمر ينص على عدم استحباب الإمساك بعد زوال العذر المُسبب للفطر، مثل انتهاء الحيض أو النفاس أو انقضاء السفر أو شفاء المريض، وأيضًا يُمكن التمادي في الفطر.
- قول الحنابلة والحنفيّة: كان رأي كلاهما في هذا الأمر أن الإمساك في الوقت الباقي من اليوم بعد الفطر لعذر ما ثم زوال هذا العذر هو واجب، كأن تتطهر المرأة من الحيض أو النفاس بعد الفجر، بالإضافة إلى وجوب قضاء هذا اليوم.
- قول الشافعيّة: نصّ قول الشافعيّة في هذه المسالة على استحباب الإمساك بقية اليوم لمن زال عذر فطره في نهار رمضان، وذلك نظرًا لحُرمة الوقت وأن انتهاء العذر بعدما تم استخدامه في الفطر لا يؤخذ به.