أهم حقوق الجار على جاره سنعرضها لكم من خلال موقع الماقه، فقد وصانا الرسول- عليه الصلاة والسلام على سابع جار، وليس الجار الملاصق لنا فقط، ومن هنا نستطيع أن نستنتج أنه علينا أن نهتم بحقوق الجار كثيرًا وذلك لأنها من تعاليم الرسول الكريم، ومن الجدير بالذكر أن للجار الكثير من الحقوق علينا.
أهم حقوق الجار على جاره
حثنا الرسول الكريم على أن نحسن من معاملة الجار في حياتنا عامةً، حتى وإن كان غير سوي أو لا يُعاملنا معاملة حسنة، حيث يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-:” خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره“، فيُعد الشخص الذي يُحسن معاملة جاره فهو في أعلى منزله عن الله.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الجدير بالذكر أنه هناك بعض الطرق والصور التي يُمكن من خلالها تحقيق الإحسان إلى الجار، ففي إطار حديثنا حول أهم حقوق الجار على جاره، سنعرض لكم الآن بعض من هذه الصور في الفقرات التالية:
1- زيارة الجار والسؤال عنه على الدوام
يُعد هذا الأمر من أهم حقوق الجار على جاره، وذلك لأنه يتوجب على الشخص أن يداوم في السؤال عن جاره، وعن صحته، ومتطلباته خاصةً إذا كان هذا الشخص يجلس بمفرده في المنزل ولا يوجد معه جليس أو أي شخص من أقاربه، ولدينا دليل على هذا من خلال حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-:
” حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ سِتٌّ قيلَ: ما هُنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له، وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ”.
فيقول الرسول الكريم في هذا الحديث الشريف، أن من حقوق المسلم على المسلم ولم يُحدد هنا الرسول إن هذا الأمر يسري على الجار فقط أم لا، لكن بطبيعة الحالة أن يسري بالطبع على الجار، فيقول إن حق المسلم على أخيه المسلم ستة أمور، وهم: إذا قام أي شخص بدعائك لا بد من أن تُجيب عليه.
إذا طلب منك أي شخص أن تُقدم له نصيحة، لا بد من أن تقدمها له على أحسن حال، وكأنك تنصح نفسك أو شخص مقرب لديك، وفي حالة إذا عطس لا بد من أن تحمد الله له وتجعله يُكررها بعدك، وإذا مرض فيجب أن تقف بجانبه.
2- عدى توجيه الأذى
من خلال حديثنا حول أهم حقوق الجار على جاره، فقد حثنا الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- على الامتناع عن إيذاء الغير، فقد خص الذكر مع الجيران، حيث يقول في الحديث الشريف:” واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ. قيلَ: ومَن يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الذي لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوايِقَهُ“.
فيقول الرسول الكريم في هذا الحديث أنه يجب على الشخص أن يقوم بالامتناع عن توجيه الأذى لأي شخص، ولكن خص الحديث في نهايته الجيران، فالجار هو أقرب شخص للفرد، فهو الذي يجلس معه في نفس المنزل عامةً، فإذا شعر الشخص أنه بحاجة إلى أحد، فيكون الأقرب له هو جاره.
بالإضافة إلى هذا الحديث الشريف، يجب أن نذكر أنه هناك شخص كان يسأل الرسول الكريم عما هو حكم الدين في امرأة تُصلي وتصوم، ولكنها في نفس الوقت تؤذي جيرانها، فجاء الحديث على النص الآتي:
“ يا رَسول اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قال: يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها وصَدقَتِها وصَلاتِها، وإنَّها تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها بِلسانِها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ“.
فمن هذا الحديث نستطيع أن نستدل على أنه الإيذاء عامةً يؤدي إلى هلاك الشخص ودخوله النار، حيث من لا يؤذي الغير سوف يدخل جنات الخلد بإذن الله، والإيذاء هنا هو أن يقوم الشخص بقول أي شيء يجرح مشاعر غيره، أو يقوم بإيذاء جسدي أو معنوي للغير، فبذلك يكون هذا الشخص فاعل لذنب كبير للغاية.
3- ستر الجار وعد التجسس عليه
في إطار حديثنا حول أهم حقوق الجار على جاره، ففي هذه النقطة يجب أن نفهم بعناية أن التجسس لا يختلف من تفاصيل الموقف، فأي فعل سيء يندرج تحت مسمى التجسس.
حيث يُمكن أن يقوم الشخص بأخذ المعلومات الشخصية عن غيره دون علم منه، فهذا يُعد تجسس، أو في حالة إذا قام الشخص بالتنصت على غيره دون أن يلحظ الشخص هذا الأمر، فيكون هذا أيضًا تجسس، آخر حالة لدينا تندرج أسفل مبدأ التجسس وهو التي لا يفهمها جميع الأشخاص على أنها تجسس.
هي عندما يسمع الشخص المشاكل المتعلقة بغيره ويذهب ويرويها لأشخاص آخرين، فهو بهذا الشكل قام بعمل سيئتين، وليس واحدة، وهما الفتنة والتجسس الغير المباشر على أي شخص، ولدينا دليل على هذا الأمر من خلال حديث الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-
” يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه! لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله“.
ففي هذا الحديث يؤكد لنا الرسول الكريم أنه لا يجب على الشخص أن يقوم بمعايرة غيره، والحديث عنه دون علمه، بالإضافة إلى أنه واجب عليه أن يستر عورة حتى وإن كان هذا الشخص مجهول بالنسبة لك.
4- تحمل الجار
لا بد من العلم أنه يوجد أهم حقوق الجار على جاره، فمن أهم هذه الحقوق هو تحمل الجار، حتى وإن كان يتسبب لك في الأذى، فكان الرسول الكريم يطمئن على الكافر الذي كان يتغوط أمام منزله كل لليلة، فما بالك بالذي يؤذيك بكلمة أو بفعل بسيط، فقد قام أشرف الخلق بعمل أفضل رسالة في الإنسانية، وهي أنه تطمئن على الشخص الذي كان يؤذيه على الدوام.
فيجب أن نأخذ العبرة والحكمة من هذا الأمر، بالإضافة إلى هذا الموقف الجليل للرسول، فقد قال الرسول وحثنا في الحديث الشريف:” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ“.
فهنا في هذا الحديث الشريف الجليل، يحثنا الرسول- صلى الله عليه وسلم- على المحافظة على المعاملة الحسنة حتى وإن كان الشخص يوجه لك الكثير من الأشياء المؤذية.
5- بعض الحقوق الأخرى
من خلال حديثنا حول أهم حقوق الجار على جاره، فوجب علينا أن نذكر لكم أنه يوجد الكثير من الحقوق التي يجب أن يقوم بها الشخص تجاه جاره، وهذا ما سنعرضه لكم الآن في النقاط التالية:
- المشاركة في الحزن قبل الفرح.
- المعاملة الحسنة، حيث لا بد من أن يقوم الشخص بمعاملة جاره مثلما يُعامل أهل بيته.
- تلبية دعوته في أي وقت كان مُحتاج فيه.
- الحرص على معرفة أخباره الصحية، خاصةً وإن كان يعيش بمفرده.
- في حالة إذا كان الجار لا يمتلك أولاد، فيجب عليك أن تقوم بجعل أولادك يدخلون له ويجلسون معه حتى تعوضه حتى ولو بالقليل على احساسه.
