متى فرض الصيام على المسلمين؟
متى فرض الصيام على المسلمين؟ إن هذا السؤال يتخاطر على الأذهان بشكل متكرر، وتبحثون عن إجابته كثيراً ولكن من الآن لا يمكنكم أن تحملوا الهم، لأننا سنجيب عليه من خلال موقعنا موقع الماقه، والذي سيوافيكم بالمعلومات الكافية عن هذا السؤال، فما عليكم سوي متابعتنا، فنحن نعلم أهمية الصيام بالنسبة للمسلمين ونهتم بأدق التفاصيل به.
متى فرض الصيام على المسلمين؟
يتساءل الكثير حول معرفة الوقت الذي فرض فيه الصيام وإجابة هذا السؤال هي أن الصيام فرض في العام الثاني من الهجرة بعد تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام أو الكعبة المشرفة، ويقال أنه فرض في ليلتين من شهر شعبان في السنة الثانية من الهجرة ومن ثم بعد ذلك وجب الصيام في رمضان، وكان قد فرض الصيام في الشهر الكريم بشروط، وهي أن يكون المسلم بالغ، يعقل ليس به شيء من الجنون مدرك بما يفعله، وأن يكون مقيما، ولابد أن الشخص الذي يصوم ليس لديه أي مانع من موانع الصوم.
وقد وردت الأدلة في القرآن الكريم والأحاديث عن مشروعية الصيام، فنذكر الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وكما ذكر في الحديث الشريف ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر ان النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وأقام الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ) كما أن العلماء اتفقوا وأجمعوا على ان صيام شهر رمضان واجب، وأنه من أمور الدين الأهم على الإطلاق.
مراحل فرض الصيام
وهناك عدة مراحل لفرض الصيام واختصت الشريعة بتوضيح عدة مبادئ منها: إقرار الأحكام بتدرج تام، مراعاة للظروف، وطبيعة النفس، وما فرض عليها من عادات، ويرجع مبدأ التدرج إلى الأحكام الشرعية التي تناسب الظروف، والأفراد، مع الحرص التام على رفع الحرج عنهم، وعدم الحاق الضرر بهم، ومن ثم بعد ذلك يقرون الأحكام التي لا تتغير ولا يتم تبديدها إطلاقا من بعد ذلك.
وذلك لأنه قد تم فرض صيام شهر رمضان المبارك، أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ تَرَكَهُ)، وقد فرض صيام عاشوراء منذ السنة الأولى من الهجرة، ثم تم نسخه بفرض صيام رمضان في السنة الثانية.
وإذا تتلخص المرحلة الثانية في أن الله نسخ وجب صيام عاشوراء، وفرض صيام رمضان، كما ورد في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
وأما المرحلة الثالثة فقد تم بها نسخ المرحلة الثانية من صيام الشهر المبارك وهو رمضان، وقد تم فرضه على مسلم من دون تأخير، وتم نسخ الآيات السابقة عن طريق قول الله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وبذلك استقر الصيام عن طريق الابتعاد عن أي شيء قد يؤدي إلى الإفطار من طلوع الفجر إلى أن يحين وقت الغروب، ويستمر ذلك طوال الشهر الكريم.