هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية
هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية؟ هكذا سألت إحدى النساء في مُداخلة تليفزيونية، فأنزل الله كتابه مبينًا بالحق إلا أن البعض قد لا يعرفون جواز بعض الأمور خاصةً أنها باتت منتشرة قليلًا في الآونة الأخيرة وازدادت حولها الأقاويل، لذا يوضح لكم موقع الماقه ذلك بالتفصيل.
هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية؟
أنزل الله عز وجل القرآن الكريم بآياته البينة لتُرشدنا إلى طريق الحق والهداية، وجاء نبي الله صلى الله عليه بسنته وما يُعلمه للناس من عقائد وأحكام ليُفسر ما جاء به القرآن الكريم من شرائع.
وعليه، فقبل الإجابة عن سؤال هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية؟ يجب تفسير أن السؤال لا يحمل معنى واحد، فالمعنى الأول أن الزوج أتى الزوجة في دُبرها خلال فترة الحيض، والمعنى الآخر أن يأتي الزوجة في قُبلها أثناء فترة الحيض لكن بوضعية غير معتادة.
أولًا: حكم مجامعة المرأة من دُبرها
فذلك يُعد حرام ولا يجوز لقول الله تعالى: “فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ“، ويشير ذلك إلى المكان الذي أمر الله الرجال أن يأتوا النساء به وهو القبل أي موضع الحرث.
كما أشار في الآية الكريمة لذلك بقوله تعالى: “نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم“، فروى عبد الله بن عباس رضي الله عنه إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا ينظرُ اللَّهُ إلى رجلٍ أتى رجلًا، أو امرأةً في الدُّبرِ“.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: “ منْ أتى حائضًا أو امرأةً في دبرِهَا أو كاهنًا وصدَّقَهُ بما يقولُ فقدْ كفرَ بما أُنزلَ على محمدٍ“، فقد يرجع فعل ذلك إلى طلب الزوج وإلحاحه على الزوجة لعدم قدرته على إتيانها من قُبلها.
فذلك يعود لتقليد الأزواج إلى ما يرونه من مشاهد مُحرمة في بعض المقاطع المُصورة، أو بسبب الرغبة في تجربة ما هو جديد.
ثانيًا: حكم إتيان الزوجة وهي حائض
يمكن أن يتم الجماع من جهة الدبر لكن يتم الإيلاج في القُبل، وذلك يعد حلال ويجوز للرجل الاستمتاع بزوجته، لكن إن كانت الزوجة حائض فذلك لا يجوز حيث نهى عن الله عز وجل.
قال تعالى: “ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ“.
لذا على الرجل تجنب المرأة أثناء فترة الحيض، وحتى إن صارت بينهم مُداعبات عليه بالابتعاد عن فرجها؛ حتى لا يُخطئ ويأتيها إما لقلة دينه أو لقوة شهوته، فمن يملك نفسه فعليه بالمداعبة إلا من يخشى أن يقع في المُحرمات.
حكم مداعبة الدبر أثناء الحيض
استكمالًا للإجابة عن سؤال هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية؟ الذي يعد لا يجوز كما هو موضح آنفًا، يجب الإشارة إلى جواز مُداعبة الدُبر أثناء الحيض.
لكن إن كانت المُداعبة لأجل المداعبة فقط يكون جائز شرعًا، أما إن كان وسيلة للإيلاج بالدبر في النهاية فيجب الإعراض عنه، لأن الوسيلة في ارتكاب الفواحش مُحرمة أيضًا مثل الفواحش.
حكم إتيان الزوجة من دُبرها دون إيلاج
قال الله تعالى: “نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ“، حرم الله عز وجل الإيلاج في الدُبر لعدم اتباع قوم لوط الذين جاءوا بفاحشة لم يأتِ بها قبلهم.
كما ليحافظ ذلك على امتداد النسل البشر، بالإضافة إلى أن الدُبر هو المكان غير طاهر يخرج منه النجس من الإنسان، فهو لا يعد مُخصص للعلاقة التي أنعم الله بها على عباده للاستمتاع بها.
فبالنسبة لحكم مجامعة الزوجة من الخلق دون إيلاج، يكون جائز.. فظهر الدبر اعتبره العلماء كسائر الجسم حتى لو كان دون غطاء، فيمكن للزوج القيام بكل ما يرغب به إلا ما حرم الله عز وجل.
حكم إتيان الزوجة من الدبر دون إنزال
أنزل القرآن عز وجل بالنهي عن ذلك الأمر، كما نهت الأحاديث النبوية الشريفة الاستمتاع بالمرأة من دُبرها نهائيًا حتى دون إنزال، فالتحريم لا يكون بسبب أن الدبر مكان نجس، فيتحايل العبد ويجامع زوجته باستخدام واقي، لكن توجد الكثير من الأسباب التي يعملها الله وحده عز وجل التي تمنع القيام بذلك، لذا على العبد الابتعاد تمامًا عن هذه المنطقة.
على العبد الذي يأتي زوجته فيما حرمه الله، أن يرجع عن فعلته ويتوب إلى الله عز وجل ويعزم بكل صدق ألا يكرر ذلك الفعل مرة أخرى.