الأم والطفل

قصص أطفال قبل النوم طويلة

قصص أطفال قبل النوم طويلة مسلية وهادفة في الوقت ذاته، إن قصص الأطفال تعد أهم أساليب التعلم، حيث تساعد الأطفال على النوم وتعليمهم عدد من القيم والمبادئ والتي تساهم في نشأة أجيال قادرة على أن ترقى بالمجتمع، لذا اهتم موقع الماقه بتقديم مجموعة من أفضل قصص أطفال قبل النوم طويلة.

قصص أطفال قبل النوم طويلة

إن قصص الأطفال دائمًا ما كان يستخدمها الآباء والأجداد من أجل سردها على أطفالهم لتعليمهم دروس مهمة في الحياة، فكانت لكل قصة عبرة ونصيحة استفدنا منها الكثير ونحن صغار، وعندما واجهتنا الحياة بأشد ما فيها استفدنا من تلك العبر والمبادئ، لذا سوف نوضح عدة قصص أطفال قبل النوم طويلة.

١- قصة القزم العجيب

إن قصتنا اليوم تعد من أحلى قصص أطفال قبل النوم طويلة، وهي تحكي عن ثلاثة جنود شجعان قاموا بالرجوع إلى وطنهم بعد انتهاء الحرب ولكن مرورًا بالعديد من المشكلات والمواقف.

في زمن بعيد، كان يوجد ثلاثة جنود شجعان محبين لأوطانهم، قد ذهبوا في حرب استمرت سنوات من أجل إعلاء راية بلادهم على الأعداء، وأسمائهم كانت أحمد ومصطفى ومحمد، بعد الانتهاء من الحرب قرروا الرجوع إلى بلادهم مرة أخرى، فذهبوا للانتقال من مكان لآخر، ومن بلدة لأخرى ولكن وجدوا أن الناس يعاملونهم بطريقة سيئة.

بالرغم من تلك السنوات الطويلة والتي استنزفت فيها طاقتهم من أجل إعلاء راية البلاد، اضطر الجنود الثلاثة للسير على أقدامهم من أجل الرجوع إلى الوطن، بعد مرور عدة أيام وصل هؤلاء الشباب إلى غابة كبيرة وغريبة جدًا، لكن الإرهاق قد أتعبهم ولذلك قرروا البقاء اليوم في الغابة من أجل الراحة والتحرك مع صباح اليوم التالي.

تناوبوا الحراسة فيما بينهم من أجل أن يؤمنوا أنفسهم ضد الحيوانات المفترسة والتي قد تتواجد في الغابة، نام أولًا أحمد ومصطفى وبقي محمد يجمع بعض الحطب من أجل أن يشعل النار تدفئه من برد الليل ويجلس حاميًا لأصدقائه، بعد عدة ساعات من حراسة محمد، أقبل قزم من بعيد يرتدي معطفًا ذو لون أحمر فسأل من بعيد من هناك يجلس أمام النار؟

فرد عليه محمد قال مجرد صديق، رد عليه القزم بعصبية كبيرة وأي نوع أنت من الأصدقاء، فأجاب محمد إني مجرد جندي مع أصدقائه ذهب من أجل المحاربة لأجل وطنه والآن لا يجد لنفسه حتى مكانًا من أجل أن يحميه من الليالي الباردة، فتعال معي أجلس من أجل أن تنعم وتدفأ من برد الشتاء.

فرد القزم بحزن وقال، لقد أحزنني كثيرًا حديثك، وسوف أقدم لك ما أستطيع من أجل أن أساعدك في هذه الحياة القاسية وقام القزم بإعطاء محمد رداء عجيب وأكمل قائلًا خذ ذلك الرداء أيها الشاب واهتم به واحتفظ به جيدًا فهو لا يقدر بمال، وإذا رغبت في  شيء كل ما عليك فعلة هو ارتدائه واطلب وسوف يلبى نداءك ويتحقق على الفور، ذهب القزم على الفور وودعه محمد وشكره على معروفه.

انتهى دور محمد في الحراسة وحان ميعاد مصطفى ليقف بالحراسة فذهب محمد للنوم، وأشغل محمد النار أيضًا من أجل التدفئة ويكمل حراسة الخيمة، ولم يمضي عدة دقائق إلا وعاد القزم مرة أخرى، فقام مصطفى باستقباله بطريقة جيدة، فقام القزم بإعطائه كيس عجيب ممتلئ بالنقود الذهبية، لا ينقص من النقود مهما أنفق.

عندما أتى دور أحمد في الحراسة جاء القزم مرة أخرى ذلك المرة أعطاه القزم لأحمد بوق موسيقي مسحور إذا نفخ فيه مرة واحدة اجتمع الناس من حوله من أجل الاستمتاع بجمال موسيقاه، أما في حالة النفخ ثلاث مرات يجتمع إليه فورًا جيش جرار مزود بالأسلحة ينفذ ما يأمرهم به، فشكر أحمد القزم وودعه.

ما إن أشرقت الشمس وجلسوا الثلاثة أصدقاء يتحاكون فيما حدث بينهم فاستبشروا فرحين وحمدوا الله على تلك النعم، وأخذوا عهد على أنفسهم أن يعيشوا معًا ويشاركون تلك الهدايا والهبات التي لديهم، فبدأ الجنود الانتقال من بلد لآخر يسافرون ويستمتعون بجمال البلاد التي يذهبون إليها، وقرر الثلاثة جنود أن يستقروا في بيت كبير من أجل العيش حياة مستريحة.

الجزء الثاني من قصة القزم العجيب

ها قد جاء دور محمد في التمني فارتدى ما أهداه القزم وهو الرداء العجيب، وتمنى قصر كبير به كل وسائل الراحة وفى خلال لحظات ظهر أمام الأصدقاء قصر كبير محاط بالحدائق، ويوجد أمام القصر ثلاث عربات فخمة، ولكن مع مرور الأيام وجد الشباب أنفسهم يشعرون بالملل بسبب عدم زيارة أي أحد لهم، ففكروا في الذهاب لزيارة حاكم المدينة.

في خلال لحظات وصل مرسال من عند الأصدقاء إلى باب حاكم المدينة ليخبره برغبة هؤلاء الجنود في زيارته فرحب بهم الملك واستقبلهم استقبال حافل ظنًا من الملك أن هؤلاء الشباب أبناء ملوك بسبب المظاهر الجلية عليهم وقد استمرت الزيارة عدة أيام، وفى يوم من الأيام عندما كان مصطفى يسير مع الأميرة البنت الوحيدة للملك شاهدت بيده كيس عجيب.

فسألت مصطفى ما هذا الكيس وبحسن نية أخبرها كل شيء وأن هذا الكيس كيس سحريًا مهما تنفق منه لا ينتهي أبدًا، ولكن تلك الأميرة كانت ساحرة شريرة تعرف جيدًا قيمة ما يمتلكه الأصدقاء سواء الكيس العجيب أو الرداء وأيضًا البوق السحري وأرادت الحصول عليهم جميعًا فقامت بعمل كيس مشابه جدًا للكيس مع مصطفى.

ثم في يوم دعت مصطفى إلى زيارتها وطلبت من خادمتها دعوة مصطفى إلى داخل حجرتها وعندما دخل قدمت إليه مشروب وقامت بوضع منوم فيه، بمجرد شرب مصطفى الكوب نام في سبات عميق وقامت الأميرة باستبدال كيس الذهب بالكيس المزيف الذي صنعته، ثم بعد يوم من انتهاء تلك الحادثة ذهب الثلاثة شباب إلى القصر.

حاولوا شراء بعض الحاجيات وعندما أخذوا نقود من الكيس ووجدوا أنه لم يزد كما كان، اكتشف مصطفى ما حدث وجلس مع أحمد ومحمد يتحدثون فحكي مصطفى ما حدث له مع الأميرة وبعد سماع محمد وأحمد بما حدث حاولوا تهدئة صديقهم وأخبروه لا تقلق لا زال لدينا الرداء والبوق السحري، فذهب محمد فورًا مستخدمًا ردائه على حجرة الأميرة.

ها قد رآها محمد جالسة تعد النقود فعندما رأته الأميرة صرخت فهب الحراس من كل مكان ولم يجد محمد مكان للهرب سواء القفز من النافذة ولكن من سوء حظه كان هناك مسمار وعلق الرداء فيه فتركه محمد وذهب، ضحكت الأميرة ضحكة خبيثة وقالت في ذاتها اليوم فزت بالرداء العجيب دون بذل أي مجهود أيضًا، رجع محمد على القصر وهو يندب حظه السيء لخسارته ردائه السحري.

فنظر إليه أحمد وأخبره لا تقلق لازال لدينا البوق السحري، وفى تلك المرة نفخ نادر في البوق ثلاث مرات، فظهر أمامه جيش جرار لا حصر له، وجاء قائد الجيش إلى أحمد وأخبره أنه جاهز من أجل تنفيذ أوامره، فأخبر أحمد ما حدث معه وأصدقائه إلى قائد الجيش وأن الأميرة الساحرة خدعتهما وأخذت كلا من الكيس والرداء.

فذهب قائد الجيش مع رجاله وحاصروا القصر وأرسل القائد رسالة إلى الحاكم أخبره يجب أن تعيد ابنته الرداء والكيس قبل منتصف الليل، وإذا لم يتم ذلك سوف يهدم القصر على جميع من فيه، رفضت الأميرة تنفيذ هذا القرار فلا تريد أن تتخلى عن جوائزها الغالية وفكرت في حل خبيث من أجل حل هذه المشكلة.

فقامت الأميرة بارتداء ملابس فتاة فقيرة تبيع الزهور في معسكر الأعداء وذهبت مع جاريتها وأخبرت الجارية أن تحاول الذهاب إلى خيمة نادر من أجل أخذ البوق وإرجاعه إلى هنا وتنفخ به ثلاث مرات وتلك هي الإشارة التي اتفقا عليها، وبعد ذهاب الأميرة إلى معسكر الأعداء بدأت تبيع لهم الزهور وبدأت بالغناء بصوت عذب جميل، ترك جميع الجنود أماكنهم وظلوا يستمعون إلى ذلك الصوت العذب.

حتى أحمد نفسه ترك البوق في الخيمة وذهب من أجل سماع ذلك الصوت، وبالفعل نفذت الخادمة الخطة واستطاعت أن تقوم بسرقة البوق بنجاح وانتهى الجيش وانصرف قائد الجيش ورجعت تلك الأميرة الشريرة إلى القلعة فرحة بانتصارها، فقد فازت بالرداء والكيس السحري والبوق.

أما عن الثلاث جنود أفلسوا وودعوا بعضهم البعض فذهب محمد إلى الشرق ناحية الغابة وأما بالنسبة لأحمد ومصطفى ذهبوا إلى الشمال.

الجزء الثالث من قصة القزم العجيب

ها قد انتهينا من الجزء الثاني من قصة القزم العجيب والتي تعد واحدة من قصص أطفال قبل النوم طويلة ونتلو عليكم الجزء الثالث والأخير منها..

وجد محمد نفسه في الغابة نفسها والتي عثر فيها على القزم والذي كان سبب سعادتهم في المقام الأول، فغلبه التعب وقرر أن يستلقي تحت شجرة من أجل الراحة، في اليوم التالي وجد أن الشجرة التي نام تحتها قد امتلأت بالتفاح الناضج، فمن شدة جوع محمد ذهب إلى قطف ثمار تلك الشجرة واحدة تلو الأخرى، لكونه جائعًا من عناء السفر ولكن حدث شيء عجيب.

شعر محمد بإحساس غريب في أنفة، وجد أنفة يكبر شيئًا فشيئًا وأخذ أنف محمد ينمو بسرعة وبشكل كبير حتى وصل لآخر الغابة وامتد لما بعد الغابة أيضًا، كان كلا من أحمد ومصطفى يسيران حتى تعثروا على شيء عجيب في الأرض لم يعرفوا ما هو ولكن تبعوه حتى وصلوا إلى شجرة التفاح وأصابتهم الصدمة عندما شاهدوا محمد صديقهم المسكين نام تحت شجرة التفاح الغريبة هذه.

جلس الأصدقاء الثلاثة معًا تحت الشجرة يتحدثون وهم في هم وغم بسبب ما حدث ويدعون الآن أن يفك كربهم وبعد عدة دقائق جاء إليهم صديقهم القديم القزم صاحب الرداء الأحمر فسلم عليهم، ثم سأل محمد وهو يضحك ما الذي حدث لك يا صديقي، وبالرغم من معرفة القزم لمحمد ويعرف أيضًا الدواء.

فنظر إليهم وأخبر محمد ألا يقلق سوف أدلك على الدواء الذي يشفيك فقط أحضر بعد الكمثرى من تلك الشجرة، فإن فيها شفاء لك إن شاء الله، وبدأ أحمد ومصطفى في الانطلاق مسرعين نحو تلك الشجرة وأخذ منها بعض الثمار وعادا بها إلى محمد وقدماها له، فأكل محمد ثم بعد مرور لحظات بسيطة عاد أنفة لطوله الطبيعي.

فشكروا القزم على هذه المساعدات الكثيرة، وبدأوا في إخباره عن كل ما حدث مع تلك الأميرة الشريرة، فأخبرهم القزم أن لديه خطة سوف تعيد كل ما تم سرقته منكم، ولكن أولًا خذوا بعض التفاح من تلك الشجرة وأيضًا بعض الكمثري من هذه الشجرة.

أولًا بيعوا لها التفاح فإذا أكلت منه زادت أنفها طولًا، وعندها يمكنكم مقايضة الكمثرى بما أخذته منكم، وهنا بدأ محمد في ارتداء ملابس البستانيين وذهب إلى القصر ويحمل معه سلة مليئة بالتفاح العجيب ودخل إلى الملك وأخبره أن التفاح خاص للأميرة فقط، وبالفعل أرسلت الأميرة خادمتها من أجل جلب سلة التفاح.

بعد أن تناولت واحدة منها وجدتها لذيذة فتناولت واحدة أخرى، ثم بعد عدة دقائق صرخت الأميرة بصوت عالي ووقف محمد خارج الغرفة يضحك لمعرفة ما حدث لها فجاء الملك وجد أنف الأميرة قد طال حتى وصل إلى الأرض وأمر بإحضار جميع أطباء القصر على الفور، فجاء الأطباء وفحصوا الأميرة وقدموا لها دواء ولكن لم يجدي نفعًا، ثم ذهب رسول من عند الملك في جميع أنحاء المملكة يبحث عن طبيب يستطيع أن يشفي الأميرة وسوف يعطي الطبيب الذي ينجح بإعطائه كل ما يتمنى.

أتى الملك بالكثير من الأطباء إلى القصر ولكن لم يكتشف أي طبيب دواء من أجل شفاء الأميرة وبقي حال الأميرة كما هي لمدة أسبوعين، ثم حضر محمد إلى القصر وهو يرتدي زي طبيب ودخل على الأميرة ليفحصها وكان يحمل داخل حقيبته كمثرى، وأخبر الملك أنه قادر على أن يشفى الأميرة بإذن الله.

لكن الأمر سوف يحتاج لعدد من الزيارات، فذهب محمد وسأل الأميرة ماذا حدث لكي يحدث معك ذلك، قالت له الأميرة بأنها تناولت ثلاث حبات من التفاح فحدث لها ما حدث، فأمرها محمد أن يريها شكل التفاح الذي أكلت منه وأعطاها قطعة صغيرة من التفاح وأخبرها بأن تأكلها من أجل أن يرى النتيجة.

في صباح اليوم التالي وجد أنف الأميرة طال حجمه أكثر، وحينما رأى محمد على وجه الأميرة ما حدث فقام بإعطائها قطعة أخرى من الكمثرى لتأكلها فوجدها في اليوم التالي حالتها تتحسن وسعدت الأميرة بتلك النتيجة ولكن وضع لها محمد قطعة صغيرة من التفاح في أحد أطباق الطعام وعندما أتى إليها في صباح اليوم التالي وجد أنف الأميرة طويلًا.

هنا بدأ محمد في تنفيذ خطته وأخبرها قائلًا: أيتها الأميرة يبدو أنك أغضبت الله بذنب كبير قد ارتكبتِ ولن يتم شفاءك إلا بعد تطهير نفسك من ذلك الذنب ولكن كان رد الأميرة هو الإنكار رافضة تمامًا فكرة أنها قد تكون ارتكبت ذنب وقالت إنها لم تفعل  شيئًا يغضب الله، فهدأ محمد قليلًا.

ثم قال بصوت منخفض أيتها الأميرة أنت مذنبة بالفعل وحياتك سوف تنتهي عما قريب إذا لم تقولي الحق وتخلصتِ من عنادك، وذهب محمد إلى الحاكم وأخبره أن حالة ابنته لن تتحسن إلا إذا قالت الحقيقة حتى تتخلص من ذلك المرض والذي شغله كثيرًا عن شؤون مملكته.

لم تجد الأميرة مفر من أن تعترف، فقالت فعلًا لقد أذنبت بسرقتي بوقًا وكيس ورداء من ثلاثة شباب قد زاروا قصرنا من قبل وهذه هي كل ذنوبي وبدأت تبكي بكاءً كثيرًا وأخذ الملك تلك الأشياء وأعطاها لمحمد من أجل أن يعطيهم لأصحابهم ويكمل علاجها، وبالفعل ما أن أخذ محمد ما له هو وصديقه.

أعطى الأميرة ثمرة من الكمثرى فرجع أنفها كما كان وارتدى محمد الرداء العجيب وتمنى أن يعود إلى أصدقائه مرة أخرى وفى لحظتها أصبح معهم، في النهاية عاشوا ثلاثتهم حياة سعيدة كلها تعاون وإخلاص ووفاء.

إن القصص تعد أمرًا هامًا في حياة العديد من الأطفال حيث تعطيهم النصائح والمعلومات التي قد يحتاجونها في المستقبل وأيضًا تنمي عقل الطفل بشكل كبير في سن مبكر، وقد انتهينا الآن من قصة القزم العجيب والتي تعتبر من قصص أطفال قبل النوم طويلة، وسنقدم لكم حكاية أخرى.

٢- قصة أصحاب الفيل

إن قصة أصحاب الفيل تعد واحدة من أفضل قصص أطفال قبل النوم طويلة، حيث تعلمنا الكثير من القيم والنصائح المهمة، نحكي لكم قصة أصحاب الفيل من عدة أجزاء كما يلي:

الجزء الأول من قصة أصحاب الفيل

تبدأ قصتنا في الحبشة حيث كان هناك ملكًا قويًا قد امتد ملكه إلى الكثير من البلاد والقرى ومنها أرض اليمن، وأوكلها إلى حاكم من الأحباش سمي أبرهة الأشرم، حكم هذا الرجل اليمن بقبضة من حديد مستعين بجيوشه القوية والفتاكة، مرت الأيام والشهور وحان اقتراب ميعاد موسم الحج، فاستعد الكثير من العرب من أجل الذهاب إلى بيت الله الحرام في مكة.

لاحظ أبرهة كثرة قوافل العرب والذين يستعدون للرحيل فسأل من معه ماذا يفعلون فقالوا له أن لدى العرب بيتًا يذهبون إليه ويحجون إليه كل عام وهو في مكة، ثم فكر أبرهة لعدة دقائق ثم جاءت على باله فكرة وحاول أن ينفذها من أجل إبعاد العرب عن زيارة بيت الله الحرام، لذلك عقد العزم على بناء كنيسة لم يسبق لها مثيل.

بها كل الزخارف والفنون كبيرة جدًا لم ينافسها كنسية في العالم، واستشار عدد من المقربين له، فوافقوا على ذلك، بدأ بالفعل في جمع أمهر المهندسين والمعماريين الموجودين في ذلك الوقت وبدأ البناء واستمر سنوات عديدة حتى انتهى من بناء تلك الكنيسة العملاقة، كانت بناء قويًا وجميلًا، أطلق عليها أبرهة كنيسة القليس.

أرسل أبرهة إلى ملك الحبشة من أجل إخباره بذلك، وبدأ بأمر جنوده أن يقوموا بالتحدث للعرب من أجل دعوتهم إلى كنيسته بدلًا من السفر إلى مكة، وبمجرد وصول الخبر إلى العرب استهزءوا بأبرهة وبالكنيسة التي بناها.

لم ينته الأمر عند هذا الحد بل أيضًا قيل إن أحدهم دخل إلى القليس خفية ولطخه بالنجاسة، عندما وصل ذلك الأمر إلى أبرهة ثار غضبه، وعزم قراره على هدم الكعبة.

الجزء الثاني من قصة أصحاب الفيل

أصدر أبرهة أوامره للجيش من أجل التقدم، وخلال رحلة ذلك الجيش الكبير إلى مكة، كان كلما مر على قبيلة عربية سرقوا أموالها أو أغنامها من أجل أن تساعدهم في الرحلة الطويلة للوصول إلى مكة، ومن خلال عمليات السطو التي قام بها جيش أبرهة، كانت هناك بعض القبائل والتي أخلت الطرق أمام ذلك الجيش الكبير وبعض القبائل الأخرى ساعدت أبرهة وجيوشه الجرارة من أجل اتقاء شره.

بعد وصول جيش أبرهة إلى مكة جلس في معسكر قريب من مكة، بعد معرفة أهالي مكة بوصول أبرهة جلسوا يتشاورون فيما بينهم من أجل معرفة ماذا سيفعلون؟ فإن المشكلة هنا أن أهل مكة ليس لديهم العتاد والقوة اللازمة من أجل التصدي لجيوش أبرهة الجرارة فكانوا لا حول لهم ولا قوة خاصة بعد رؤية جيش الفيلة والذي دب الرعب في أنفسهم.

لكن ما طمأن أهل مكة أن الكعبة هي بناء مقدس وله حرمة كبيرة وأن الله رب البيت سوف يحميها من الطغاة، بعد وصول أبرهة إلى باب مكة وأرسل رسول من عنده لكبير مكة عبد المطلب بن هاشم من أجل الاجتماع به، فجاء عبد المطلب وكان رجلا مهيبًا له هيبة ووقار.

بمجرد وصول عبد المطلب إلى أبرهة حتى نزل أبرهة عن عرشه واستقبله استقبال كبير وأجلسه بجواره قائلًا له ما حاجتك؟ فرد عليه عبد المطلب وأخبره أن لك جند قد سرقوا مني مائتي بعير وأريدك أيها الملك أبرهة أن تردها إليّ، فقال أبرهة أن قد عظمت قدرك حين دخلت على ولكن الآن فقد زهدت فيك.

فرد عبد المطلب ولماذا أيها الملك؟ فرد أبرهة أنى قد جئت بجيوشي إلى مكة من أجل أن أهدم كعبتكم المقدسة وأنت الآن تطلب مني أن أرد إليك المائتي بعير! فرد عليه عبد المطلب أيها الملك أبرهة أما البعير فأنا صاحبها من واجبي حمايتها وأما الكعبة فلها رب يحميها وبعد استماع أبرهة لكلام عبد المطلب قرر أن تعود الإبل لعبد المطلب.

فأخذها وعاد بها إلى مكة، بعد أن عاد عبد المطلب إلى مكة طلب من أهل مكة أن يتفرقوا ويذهبون إلى الجبال كي لا يصاب أحد بأذى، في بداية صباح اليوم التالي بدأ أبرهة بالاستعداد وتجهيز جيوشه من أجل القدوم إلى مكة ليهدم الكعبة المشرفة.

كان ذلك الجزء الثاني من قصة أصحاب الفيل من قصص أطفال قبل النوم طويلة، ونتابع الآن تكملة القصة ماذا حدث بعد وصول جيش أبرهة أمام الكعبة؟

الجزء الثالث من قصة أصحاب الفيل

بعد وصول جيش أبرهة الجرارة إلى باب الكعبة من أجل أن يهدموها، وإذا بالفيل الكبير قد برك على الأرض وكانت باقي الفيلة تسير خلفه، حاول جنود أبرهة جعل الفيل ينهض، لتوجيهه نحو الكعبة ولكن أبى ورفض، وعندما حاولوا أن يوجهوه ناحية يقوم ويهرول، وعندما كان جنود أبرهة مشغولين بتحريك الفيل وإذا وصل جنود الله إلى أرض المعركة.

بالفعل أرسل الله جنوده على جيش أبرهة، فأرسل أسراب من الطيور الأبابيل يحمل كل طائر في قدميه حجر من جهنم ملتهب كالجمر بمجرد أن يمس ذلك الحجر أي جندي من جيش أبرهة حتى يسقط على الأرض ميتًا، وبعد ملاحظة جنود جيش أبرهة ما حدث فروا هاربين من مكة كلها ولكن لم يتوقف الأمر على هذا الحال.

بل استمرت الطيور تقذفهم حتى قتلوا منهم عدد غفيرًا، وحتى أبرهة أصيب إصابة كبيرة فحاول جنوده نقله ولكن بمجرد وصولهم إلى صنعاء حتى مات وعاد العرب وأهل مكة يطوفون حول بيت الله الحرام من جديد مستشعرين عظمة ذلك البيت.

سمى العرب ذلك العام بعام الفيل لما حدث فيه من عجائب لم يشاهد العرب مثلها من قبل ولكن ذلك العام لم ينتهي بعد، حيث حدث فيه ما هو أعظم، فقد ولد في هذا العام سيدنا محمد -صلى الله علية وسلم- أعظم ما أنجبت البشرية.

تلك كانت نهاية قصة أصحاب الفيل والتي تعد واحدة من أفضل قصص أطفال قبل النوم طويلة لما فيها من عبر ونصائح كبيرة من أجل الأطفال لكي يتعلموا منها الكثير من النصائح مثل قدرة الله التي تكون فوق كل شيء.

لا زال هنا عدد من قصص أطفال قبل النوم طويلة والآن إلى القصة الأخيرة في موضوعنا اليوم وهي قصة الأمير بهلول والتي تعد واحدة من أجمل قصص أطفال قبل النوم طويلة لا تثير الرتابة لما لها من أحداث شيقة.

٣- قصة الجميلة والأمير

في قديم الزمان وفي مملكة عتيقة كان هناك ملك عاش في قصر كبير مع ابنته، التي تتصف بجمالها الشديد، وكان لها شعر لونه كلون الذهب وفي نعومة الحرير يجذب الأنظار وأما العينان كانت مشعة باللون الأزرق الجذاب وكان جميع من في المملكة ينظرون إليها نظرة الإعجاب، ولكن كان لديها عيبًا أو بمعنى اوضح صفة سيئة، حيث كانت الأميرة الجميلة معجبة بنفسها بشكل كبير.

فلا يعجبها أي شيء، العديد من أمراء الملوك المجاورة حاولوا الزواج منها ولكنها رفضتهم جميعًا لأن غرورها كان سببًا في رفضها، بسبب أسباب واهية أن الملك ذلك عينه صغيرة أو ذو أنف كبير، وكان الحضور يضحكون على كلام الأميرة وما كان الأمراء إلا الانسحاب بصمت وهم غاضبين، وفى النهاية تقدم لها ملك فاحش الثراء حسن الهيئة شاب شجاع وظن أن الأميرة لم ترفضه ولكن كالمعتاد رفضته الأميرة أيضًا وأدارت له ظهرها وتركته وعادت لغرفتها.

غضب الملك الأب جدًا بسبب هذا التصرف السيئ والذي تسبب في إحراج أمراء الممالك المجاورة وحدوث مشاكل جمة، ولذلك قرر الملك أن يزوجها بأول متسول يدل القصر، لم تمر أيام كثيرة حتى وصول أحد العازفين على القيثارة إلى القصر وعزف للملك أروع المعزوفات وهنا وقف الملك وصاح طالبًا ابنته وقال للعازف المسكين، سأزوجك ابنتي شرط أن تأخذها معك لترافقك إلى بلدتك ولترحلوا سويًا، وقد فعل الملك ذلك حتى يمحي بداخلها صفة الغرور السيئة.

كان ذلك نهاية الجزء الأول من قصة الأمير بهلول والتي تعد من أفضل قصص أطفال قبل النوم طويلة، ونتحدث الآن عن ماذا فعل عازف القيثارة من أجل أن يتغلب على غرور الأميرة؟

الجزء الثاني من قصة الجميلة والأمير

بدأت الأميرة في المشي وراء العازف الفقير مسافات طويلة فهو لا يملك تكلفة جواد من أجل أن تركبه، تعثرت وتمزق حذائها ووقعت في كثير من الحفر وكان زوجها يأمرها أن تتحرك أسرع مرت الأميرة بالعديد من المراعي الخضراء فسألت زوجها من يمتلك تلك الأراضي فأخبرها زوجها كل ذلك ملك للملك بهلول، تساقطت من أعينها دموع الحزن والندم عندما سمعت أنها رفضت الملك بهلول بحجج واهية.

مشوا الإثنين أيام وليالي عانت الأميرة المغرورة الكثير والكثير ضعفت قواها واختفى وجها الجميل خلف الغبار، لم تتوقف عيناها عن البكاء منذ الابتعاد عن القصر وأثناء سيرهم مروا بالكثير من حقول القمح فسألت الأميرة من يمتلك تلك الحقول فأجابها زوجها أن جميع تلك الحقول يمتلكها الملك بهلول.

حزنت حزنًا كثيرًا عند سماع تلك الإجابة فلو كانت تزوجت الأمير بهلول لكانت أصبحت سيدة تلك الأراضي كلها، فقالت لزوجها في حزن وحسرة يا ليتني تزوجت الأمير بهلول بدلًا من أن أعيش هذه الحياة التعيسة، وبعد مرور عشرة أيام وصلت الأميرة وزوجها إلى كوخ صغير في الغابة عندما وصلوا ضرب العازف باب الكوخ بقدميه فانفتح ونظر لها وقال هيا ادخلي هذا بيتنا سنعيش فيه.

نظرت الأميرة إلى الكوخ والدموع تتساقط من عينيها في صمت لم يسبق له مثيل، وطلب منها زوجها أن تعد طعام العشاء وكان على الأميرة أن تقطع الحطب وإشعال النار وحينما انتهت من إعداد طعام العشاء وقدمته لزوجها لم يجده جيدًا، بل كثير الملح ولا يصلح أن يتناوله أحد.

بكت الأميرة كثيرًا في تلك الليلة وغلبها النعاس من شدة التعب حتى أيقظها زوجها صباح اليوم التالي وطلب منها أن تعد الفطور وأن تعتني بالمنزل حتى رجوعه من عمله، فقامت بتنظيف المنزل وإعداد طعام الغذاء، وغسيل الثياب وعاد العازف إلى بيته معه بعض الأواني الفخارية، وأمرها أن تأخذها إلى السوق من أجل أن تبيعها بنفسها.

بالفعل كانت تبيع ما معها من الأواني ثم تعود إلى الكوخ مسرعة للقيام بالتنظيف وغسل الملابس وغير ذلك، وفى أحد الأيام في السوق جاء أحد الفرسان الملثمين بسرعة وكان مسرعًا فحطم ما مع الأميرة من أواني فخارية فحزنت كثيرًا واضطرت أن تعمل بشكل مضاعف لزيادة الإنتاجية فقام زوجها بإرسالها للعمل خادمة في مطبخ قصر الأمير.

قضت الأميرة أصعب فترة في حياتها في ذلك المطبخ حيث إن موعد زفاف ولي العهد كان يقترب والعمل لا يهدأ، وجميع من في القصر يعملون بجد وحركة مستمرة على مدار الأيام والليالي من أجل هذه الليلة.

كان ذلك نهاية الجزء الثاني من قصة الأمير بهلول والتي تعد من أفضل قصص أطفال قبل النوم طويلة، ونتحدث الآن عن ماذا حدث مع الأميرة في قصر الملك؟

الجزء الثالث من قصة الجميلة والأمير

فى أحد الأيام عند اقتراب حفل الزفاف خرجت الأميرة من المطبخ من أجل أن تشاهد كبر تلك الحفلة والتي ستقام خلال أيام ولكنها بعد رؤية شكل الحفلة تذكرت قصر والدها الضخم، وحزنت كثيرًا على أخلاقها السيئة والغرور والذي أدى بها إلى تلك الحالة، وعلى هذا الحال إذا بولي العهد يدخل الغرفة حيث تقف الأميرة وتعرفت علبه سريعًا أنه الأمير بهلول.

فقام الأمير بالذهاب إليها ومحاولة مسك يديها فارتجفت الأميرة، وحاولت الابتعاد عنه فابتسم لها بهدوء وأخبرها، عزيزتي لم تخافين؟ أنى كل ما رغبت به يومًا هو تحطيم كبريائك فأنا هو زوجك عازف القيثارة، وأنا هو نفس الفارس الذي حطم الأواني في السوق، وبمجرد ما أحسست أنك قد تخلصت من غرورك قررت أن نحتفل بزواجنا هذا المساء، عجبت الأميرة مما سمعته.

لكنها أقسمت للأمير بهلول أنها قد عرفت تصرفها وغرورها كان خطأ كبير، وبذلك أمر الأمير بهلول على الفور بثوب من الحرير مطرز بالكثير من الجواهر ووضع على شعرها الذهبي تاج من الذهب مرصع بالجواهر الثمينة.

استمر العرس أيام وليالي وكان الأمير بهلول يراقب في صمت الأميرة وهي تتعامل مع الجميع برفق ولين، وتحولت الأميرة إلى جميلة في أخلاقها كما هي جميلة في شكلها، في النهاية عاش الملك بهلول وزوجته حياة سعيدة وتعلمت الأميرة الكثير من الدروس المستفادة من تلك التجربة التي مرت بها مع زوجها.

كانت تلك نهاية قصة الأمير بهلول وهي واحدة من قصص أطفال قبل النوم طويلة ولكن تعلمنا منها الكثير من المبادئ والقيم وأن الغرور لا يؤذي إلا صاحبه في النهاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى