هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة
هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة؟ أم أن زوجها في الجنة هو زوجها في الدنيا؟ إن الجنة دار الخلود التي يطمح إليها المؤمنون، وكثيرًا ما يفكر المؤمنون بما سيجدونه بها.
لكن الله عز وجل قد نبهنا إلى أمر الجنة في كتابه العظيم وشوقنا إليها كثيرًا، ندعو الله أن يرزقنا وإياكم بنعيم الجنة، والآن سنوضح لكم من خلال موقع الماقه إجابة سؤال هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة بشيءٍ من التفصيل.
هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة؟
إننا نحاول أن نطيع ربنا، ونتجنب أن نعصيه حتى يرزقنا الله بالجنة، ويمتعنا بنعيمها، وكثيرًا ما نسبح في خيالنا ونحن نتأمل شكل هذا النعيم الذي سنجده في الجنة إن رزقنا الله بالدخول فيها، ولكن يدور ببالنا العديد من الأسئلة المتعلقة بأمر الجنة، ومن ضمن تلك الأسئلة هو سؤال هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة؟
لكي نجيب عن هذا السؤال، يمكننا أن نستعين بقول الله تعالى: (لهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) [ق: 35]، في هذه الآية الكريمة يوضح لنا الله عز وجل أننا عندما ندخل الجنة فسيكون بوسعنا أن نختار كل ما نحب، ليس ذلك فقط، بل إن الله عز وجل سيزيدنا من النعيم ما لا نعلم، وذلك لكثرة النعيم الموجود بالجنة.
أظن الآن أنه قد اتضحت لنا إجابة سؤال هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة، من خلال هذه الآية الكريمة، والإجابة هي “نعم”، فيمكن للمرأة أن تختار ما تشاء في الجنة سواء أكان زوجها في الدنيا، أو زوج آخر من الجنة.
شواهد من القرآن والسنة على ما سنجده في الجنة
إن الجنة وما فيها من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله عز وجل، ولكن الله تعالي قد أخبرنا عدة أمور بخصوص الجنة وهي دار الخلود للمؤمنين الصالحين، ونبهنا إلى ما يمكن أن نجده في الجنة من خلال بعض الآيات القرآنية، ومن خلال حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) أيضًا.
هنالك آية كريمة توضح لنا مدى النعيم الموجود بالجنة، يقول الله تعالى: (…وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [الزخرف: 71]، يتضح لنا من خلال هذه الآية الكريمة أن الله عز وجل سيرزقنا في الجنة بكل ما تشتهيه أنفسنا، وسيرزقنا أيضًا بكل ما سيمتع أعيننا، وسنخلد منعمين في الجنة، ولن يحدث ذلك إلا إذا عملنا أعمالًا صالحة في الدنيا، وابتعدنا عن كل ما يُغضب الله عز وجل منَّا.
في قول الله تعالى: (لهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) [ق: 35] يتضح لنا من خلال هذه أنه عندما ندخل الجنة سنجد فيها كل ما نريد، وسنجد أكثر مما نريد بكثير.
قد روى علينا أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أنه قال: “قالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولَا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ {فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهمْ مِن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]”، وفي هذا الحديث الشريف يتضح لنا أن ما سنجده في الجنة لا يمكن أن يراه أحد أو يسمع عنه أحد، أو حتى يخطر ببال أي إنسان.
أحوال النساء في الجنة
بعدما تعرفنا على إجابة سؤال هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة، تجدر الإشارة إلى أن النساء لها خمسة أحوال في الجنة، وهذه الأحوال هي:
1ـ حال العزباء في الجنة
في حال موت المرأة قبل أن تمر بأي تجربة زواج، فسيختار الله عز وجل لها زوجًا في الجنة، تحبه وترضى عنه وتتزوجه، فتلك المرأة وإن كانت قد حُرمت من نعمة الزواج في الدنيا، فلن تُحرم من نعمة الزواج في الآخرة، فسيزوجها الله في الجنة وينعم عليها بالحياة السعيدة الأبدية.
2ـ حال المرأة المتزوجة في الجنة
في حال إن ماتت المرأة، وكانت متزوجة، فهذا يعني أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الآخرة ما دام من المؤمنين، وإن كان من أهل النار، فسيجعلها الله تختار ما تشاء من أزواج الجنة، حتى تعيش حياة النعيم والسعادة الأبدية بالجنة.
3ـ حال المرأة المطلقة التي تزوجت من رجل آخر في الجنة
في حالة طلاق المرأة وزواجها من رجل آخر، فسيكون زوجها الأخير هو زوجها بالجنة، وليس الزوج الأول، وإن كان ذلك الزوج من أهل النار، فسيرزقها الله بزوج غيره من الجنة.
4ـ حال المرأة المطلقة في الجنة
في حالة إن ماتت المرأة وهي مطلقة، فهذا يعني أنها الله سيدعها تختار زوجًا في الجنة، أو سيزوجها الله برجل ترضى عنه في دار الخلود والسعادة الأبدية وهي الجنة بالطبع.
5ـ حال الأرملة في الجنة
إن كانت المرأة أرملة، ودخل زوجها الجنة، فمعنى ذلك أنها ستكون زوجة له في الجنة، وإن لم يدخل زوجها الجنة، فستختار زوجًا غيره في الجنة، أو يختار لها الله زوجًا ترضى عنه.
أما إن تزوجت المرأة الأرملة من رجل غير زوجها المتوفى، فهذا يعني أن الأخير هو زوجها في الجنة.
لذلك السبب حرم الله تعالى على زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يتزوجوا من بعده، حتى يكن زوجاته ونسائه بالجنة.
لكن بالنسبة لنساء المسلمين فهذا الأمر غير محرم، ولهن أن يخترن ما يشئن إن أردن ذلك.
هل يمكن للمرأة أن تتزوج أكثر من رجل في الجنة؟
بعد أن قمنا بالإجابة عن سؤال هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة؟ تود بعض النساء أن تعرف إن كان ممكنًا لهن أن يتزوجن في الجنة أكثر من رجل أم هذا الأمر غير ممكنًا؟
وإجابة هذا السؤال هي: أن الفطرة التي كانت عليها المرأة في الدنيا ستظل عليها في الآخرة ولن تتغير تلك الفطرة بمعنى أنه لا يمكن للمرأة أن تتزوج من أكثر من زوج في الجنة، وذلك لأن المرأة في كل الأحوال لا يمكن أن تتشارك، ولا يملكها إلا زوجًا واحدًا فقط، وهذا هو حال النساء في الدنيا والآخرة.
هل سيكون زوج الدنيا زوجًا لشريكته في الآخرة حال كونه سيئًا معها؟
لا يجب على النساء أن تقلق بشأن ذلك الأمر، حيث إن الله عز وجل قد وعد عباده الصالحين بأن يرزقهم بالجنة التي هي دار النعيم لا يوجد بها أي نوع من أنواع الحزن أو المشقة أو الألم.
ففي حالة تلك المرأة التي كانت تعاني من زوجها في الدنيا، فسيبدل الله عز وجل هذا الزوج بزوج غيره تحبه وترضى عنه، ولن ترى منه سوى كل خير وسعادة في دار النعيم الأبدية، ولكي نوضح لكم آخر إجابة عن سؤال هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة؟
نود أن نستشهد بقول الله تعالى: (…وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [الزخرف: 71]، وهذه الآية الكريمة تعد وعد من الله عز وجل بأنه سيترك لنا أمر الاختيار في النهاية، ولن يغصبنا على أي شيء في الجنة، ويجب أن تعلم جميع النساء أن حياة الجنة هي حياة مليئة بالراحة والسعادة الأبدية التي لا يمكن أن نتصورها أبدًا في هذه الدنيا التي هي دار الشقاء والعناء.