كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة
كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة؟ وهل يشترط من الأساس حدوث نتائج؟ إن صلاة الاستخارة من أحب السُنن التي اتخذناها عن رسولنا الكريم، فنلجأ لها دومًا عند الحيرة في أمر من أمور الدنيا ليكون الله -سبحانه وتعالى- هو خير مُسخر لذلك سوف نعرف من خلال موقع الماقه كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة.
كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة
نسير في الحياة دومًا بين مفترقات طرق، فنحتار دومًا في أمر اتخاذ القرارات، فهل في هذه القرار الخير فعلًا أم هو ظاهره خير وباطنه شر عظيم، ذلك لأن القدرة الإنسانية على المعرفة والتحديد قاصرة أمام القدرة الربانية.
فمن رحمة ربنا علينا أن منّ علينا بصلاة الاستخارة، ونحن دومًا في عجل لمعرفة نتيجتها، فننتظر علامات ودلائل صلاة الاستخارة في أسرع لحظة ممكنة، فمنذ أن تصليها تسأل كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة، فقد أوضح العلماء لنا ذلك الأمر من خلال عدة علامات نستطيع من خلالها معرفة نتيجة صلاة الاستخارة.
لكن قبل أن نذهب لانتظار نتيجة الاستخارة يجب علينا في البداية معرفة آداب التعامل مع الله –عز وجل- فعندما يتعلق الأمر بتعامل رباني لا يجب أن نذهب لتفسيره وانتظار نتائجها بالمذهب الدنيوي، فغرض الاستخارة في الأساس هو تفويض الأمر لله واتخاذ القرار السليم بناءً على المعطيات الدنيوية المنطقية وبصيرتنا التي هدانا الله لها.
لذا في ظل إجابتنا على كيف نعرف نتيجة صلاة الاستخارة نكون أمام حالة من أحد الحالات الآتية:
انشراح الصدر بعد صلاة الاستخارة
بعد أن نصلي الاستخارة ونفوض أمورنا لله -عز وجل- لنتخذ القرار الملائم، قد نشعر بعدها بانشراح الصدر والحماسة للقيام بذلك الأمر، فتكون تلك أحد العلامات الربانية للتوكل على الله والشروع في هذا الأمر، ويجب علينا حينئذ الأخذ بالمعطيات الدنيوية، والتوكل على الله وصفاء النية.
انقباض الصدر بعد صلاة الاستخارة
قد يحدث في حالة أخرى النقيض تمامًا فنجد أن أنفسنا منقبضة من الشروع في أي شيء يخص ذلك الأمر، فتكون تلك علامة ربانية على عدم وجود الخير فيه.
فيجب علينا أن نقوم بدراسة كل عناصر الموضوع ومعطياته، فإن دام الانقباض نترك الأمر ونسأل الله أن يهدينا خيرًا منه.
الرؤيا بعد صلاة الاستخارة
بعد صلاة الاستخارة تكون النفس في حالة سلام وسكينة، فقد تأتي الرسالة الربانية على صورة رؤيا في المنام، بالرغم من أن صلاة الاستخارة ليس لها تتابع شرطي أن يحدث رؤيا بعدها، لكن قد تحدث لتهدي العبد فيكون عليه بعدها سؤال أهل العلم لتفسيرها.
دوام الحيرة بعد صلاة الاستخارة
قد لا يشعر العبد بعد الاستخارة بأية علامات ربانية، فلا يرى رؤيا ولا ينشرح صدره ولا ينقبض –وذلك وارد طبعًا- فتلك الحالة لها أبعاد عدة وذهب العلماء لإعطائها تفسيرات وتأويل.
كما ذكرنا سابقًا إن صلاة الاستخارة هي تعامل رباني مع الله -عز وجل- فلا ننص لها شروط دنيوية لتأويلها ونتائجها، فما ينطبق على أمور الدنيا لا ينطبق على خالقها، فلا تسأل كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة بمعطيات الدنيا.
فعند استخارة الله في أمر ولم نرى علامة لاتخاذ قراره نذهب لمشورة أهل العلم والمعرفة بالأمر، فإن العبد الصالح هو من يجمع بين الاستخارة والاستشارة، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم:
“فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” (159) سورة آل عمران.
فقد فسر تلك النقطة الإمام النووي -رحمه الله- في قوله: “والاستخارة مع الله، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح، وذلك أن الإنسان عنده قصور أو تقصير، والإنسان خلق ضعيفًا، فقد تشكل عليه الأمور، وقد يتردد فيها فماذا يصنع؟”
فإن الاستخارة لا تنافي الاستشارة لكنهم مكملين لنا أمورنا كما أنزل رب العالمين وأوصانا في كتابه الكريم، فإن كانت الرؤيا مازالت غير واضحة لنا فعلينا في تلك الحالة الذهاب لإعادة صلاة الاستخارة مرة أخرى، وسوف نوضح آراء العلماء في ذلك الأمر والحكم فيه.
تكرار الاستخارة
تلك المسألة كان فيها تباين بين العلماء لكن في اختلافهم كله رحمة للعالمين وهدى، فلكل منهم اجتهاداته وفقًا لما سخره الله من علم ومعرفة ربانية، فقد جاءت الآراء منقسمة كالتالي:
عدم تشريع تكرار صلاة الاستخارة
كان ذلك القول من العلماء الأجلاء مستندًا على موضعين رئيسيين، أولهما أن الأصل في السنة هو عدم التكرار، فقد جاءت سُنة صلاة الاستخارة أن تصلى على ركعتين فقط، ثم أن يتخذ العبد المشورة من أهل العلم والخبرة ويأخذ القرار وفقًا لرؤيته وبصيرته التي هداه الله بها.
فإن تم الأمر على خير كان ذلك فيه خيرًا له، وسوف يبارك الله له فيما هو آت بإذن الله، وإن لم يُكمل كان ذلك رشدًا من الله لوجود شرًا به للعبد الصالح.
إن صلاة الاستخارة لم تنزل على العباد لتكون لها نتائج مادية -قد فصلنا ذلك الأمر سابقًا- لكنها لتكون راحة وسكينة للنفس وإيمانًا وتسليمًا بأمر الله وحكمته، فينتظر العبد حكم الله بنفس راضية.
فيرى أصحاب هذا الرأي إن في تكرارها بحث مادي عن علامات دنيوية، ومن يفعل ذلك يعد تشكيكًا بحكمة الخالق، فلا يجوز أن تسأل كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة.
تشريع إعادة صلاة الاستخارة
ذهب الفريق الآخر من العلماء بالجزم بجواز إعادة صلاة الاستخارة، فكان رأيهم هذا بناءً على علم وإيمان وحُجج دينية سوف نعرضها في النقاط التالية:
- إن صلاة الاستخارة هي سنة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- فمن المحبب أدائها في كل وقت في صغائر الأمور، فقد أوصى نبينا بذلك، إذًا فلا ضير في تكرارها.
- إن من سنن النبي القيم بالأمر على ثلاثة، فالدعاء على ثلاثة والسؤال على ثلاثة فعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دعَا، دعا ثلاثًا، وإذا سألَ، سألَ ثلاثًا“.
إذًا فلا ضير من صلاة الاستخارة على ثلاثة أسوة بنبينا الكريم. - إن تكرار صلاة الاستخارة أمر جائز مادام لم يصدر فيه حكمًا قاطعًا.
فقد رويت أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- قول عبد الله ابنُ الزُّبَيرُ: “لو كان أحدُكم احترَقَ بيتُه، ما رضِي حتى يُجِدَّه؛ فكيف بيتُ ربِّكم؟! إنِّي مُستخيرٌ ربِّي ثلاثًا، ثم عازمٌ على أمْري، فلمَّا مضى الثلاثُ أجْمَع رأيَه على أنْ يَنقُضَها”.
بذلك إذا اشتبه عليك الأمر وتساءلت كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة، فيمكنك تكرار الصلاة والتوكل على الله في الأمر راضيًا بحكمه.
دعاء الاستخارة
بعد أن عرفنا رد سؤال كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة، بقي أن نتعرف على دعاء الاستخارة الذي أخذناه اقتداءً لرسولنا الكريم:
“إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ..
..اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»، (صحيح البخاري).
فيبدأ الحديث باعتراف العبد الفقير أمام الله بمدى عجزه وقلة حيلته، فالضعف أمام الله عزة وقوة.
ثم يطلب من الله أن ييسر لهُ الأمر إن وجد فيه خير، وإن كان الأمر به شر فيصرفه عنه، بل ويصرف عبده عن التشوق له.