لماذا سميت سورة الفرقان بهذا الاسم
لماذا سميت سورة الفرقان بهذا الاسم؟ وما هو سبب نزولها؟ القرآن الكريم هو كلام الله المعجز المنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل عليه السلام.
سورة الفرقان هي سورة مكية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وسبب تسميتها سنعرفه من خلال موقع الماقه مع معلومات أخرى قيمة.
لماذا سميت سورة الفرقان بهذا الاسم
كل السور في القرآن الكريم سميت باسمها لسبب معين مثل سورة البقرة سميت لورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها وسميت سورة الفاتحة بالفاتحة أو أم الكتاب لأنها فاتحة كتاب الله.
وسورة الفرقان أنزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وعدد آياتها سبع وسبعون آية وترتيبها الخامس والعشرون في المصحف العثماني.
وإجابة سؤال لماذا سميت سورة الفرقان بهذا الاسم؟ هو أن سورة الفرقان سميت بهذا الاسم لأن كلمة الفرقان ذكرت في أول آية بالسورة، قال جل وعَلا (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [الفرقان: 1]
معنى كلمة فرقان
بعد أن تعرفنا على إجابة سؤالنا لماذا سميت سورة الفرقان بهذا الاسم، يجب أن نعلم أن الفرقان هو اسم من أسماء القرآن الكريم ومعناه هو الذي يفرق بين الحق والباطل، فهو يقوم بالتفريق بين المؤمنين الذين يتبعون الحق والكافرين الذي يتبعون الباطل وبيان جزاء الكافرين من عقاب وعذاب وجزاء المؤمنين من نعيم وجنات الخلد.
سبب نزول سورة الفرقان
لم يرد في كتب المفسرين إلى وجود سبب واضح لسبب نزول السورة بالكامل ولكن ذكر في بعض كتب التفسير وكتب أسباب النزول سبب نزول لبعض آيات هذه السورة، وفي سياق ذكرنا الإجابة على لماذا سميت سورة الفرقان بهذا الاسم سنتعرف على سبب نزول الآيات التالية:
- قال تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) وهي الآية السابعة والعشرون من السورة هذه الآية أنزلت في بعض المشركين.
وإن كانت الآية بعموم لفظها، هو أن كل الذين لم يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم سيعضون على أيديهم يوم القيامة.
يقول ابن عباس وسعيد بن المسيب أن الظالم المراد به في الآية هو عقبة بن أبي معيط وخليله هو أمية بن خلف وكان عقبة بن معيط ذا سيط واسع بالكرم.
وكان لا يأتي من سفر إلا ويولم وليمة في بيته ثم يدعو أشراف قريش إلى هذه الوليمة ودعا عقبة النبي -صلى الله عليه وسلم- فاعتذر عن الوليمة بسبب كفر عقبة.
فقرر عقبة أن ينطق الشهادتين ليحضر النبي صلى الله عليه وسلم فحضر النبي إلى وليمته، وعندما علم أمية بن خلف أن عقبة بن أبي معيط أسلم قام بهجره.
فبين له عقبة سبب ذلك فقال له وجهي عليك حرام إلى أن تسب النبي -صلى الله عليه وسلم- ففعل عقبة بن أبي معيط ذلك فنزلت الآية الكريمة
- قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرً) وهي الآية العشرون من السورة وسبب نزولها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو للإسلام في مكة المكرمة حينما أتى مشركوا قريش فعيروه بفقره وحاجته وقالو (ما لهذا الرّسول، يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق) وحزن النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك فنزلت الآية (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا)
- قال تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِك جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا) وهي الآية العاشرة في السورة ويروى عن عبد الله بن عباس –رضي الله عنه- “أنّ جبريل -عليه السلام- جاء إلى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فأخبره أنّ مَلكًا لم ينزل إلى الأرض قبل هذا اليوم قطّ يريد أن يزورك، فأذن له النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم.
فدخل عليه وسلّم ثمّ قال له: إن الله يخيرك إن شئت أن يعطيك من خزائن كل شيء ومفاتيح كل شيء لم يعط أحدًا قبلك، ولا يعطيه أحدًا بعدك، ولا ينقصك مما دخر لك عنده شيئا“.
فرفض النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك وقال أنّه يريد الآخرة؛ فنزل قول الله تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا) - قال تعالى (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما) وهي الآية الثامنة والستين من السورة.
روى ابن عبّاس -رضي الله عنه- ” أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، ثم أتوا محمدًا – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزلت: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر) الآيات إلى قوله: (غفورا رحيما) رواه مسلم
طرحت سورة الفرقان العديد من المواضيع العقائدية المهمة نظرًا لما واجهه النبي-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه في ذلك الوقت أثناء الدعوة في مكة المكرمة من إيذاء وظلم من المشركين واستهزاء واعتداء عليهم.
وكان نزول آيات من سورة الفرقان سببًا في صبرهم على أذى المشركين وزيادة إيمانهم واحتساب أجرهم على الله فطرحت سورة الفرقان مواضيع العقيدة الإسلامية والبعث والتوحيد والعقاب والثواب والجزاء.
وآخرة الذين آمنوا مع النبي-صلى الله عليه وسلم- وآخرة المشركين الذين آذوا النبي-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ومن هذه الآيات:
- رد من الله -جل وعلا- على المشركين المكذبين بتوحيد الله تعالى
- إنكار المشركين للبعث والحساب يوم القيامة قال تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ۖ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا)
- نهاية وجزاء الكافرين على تكذيبهم بآيات الله قال تعالى (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا * إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا)
- نعيم المتقين وجزائهم من الله -جل وعلا- لاتباعهم النبي –صلى الله عليه وسلم- قال تعالى (قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا * لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ ۚ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَّسْئُولً)
- التذكرة وأخذ العبرة من بعض قصص الأنبياء مع قومهم قال تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا * فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا * وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ۖ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا * وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا)
- التذكرة بقدرة الله-جل وعلا- وعظمته في الكون قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا * وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا)
وفي آية أخرى قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا * وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)