اسلاميات

أين دفنت السيدة زينب

أين دفنت السيدة زينب؟ وما الأماكن التي زُعم دفنها بها؟ ما فضائل السيدة زينب؟ السيدة زينب هي ابنة على بن أبي طالب وحفيدة الرسول وابنة فاطمة الزهراء، كانت تتصف بالكثير من صفات أبويها، وبعد وفاتها كثرت الأقاويل عن المكان الذي دُفنت به حيث إنه لم يُقال بشكل صريح في كُتب المؤرخين والرواة عن مكان دفنها بالتحديد، لكن من خلال موقع الماقه نضع معلومات والأقاويل عن مكان دفن السيدة زينب.

أين دفنت السيدة زينب؟

زينب بنت على بن أبي طالب الصحابي الجليل، ووالدتها هي فاطمة الزهراء بنت الرسول-صلى الله عليه وسلم- وأخويها الحسن والحسين -رضي الله عنهما- قد وُلدت السيدة زينب في العام السادس من الهجرة النبوية، وكانت من السُلالة النبوية حيث إنها حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم.

الكثير من الناس يتحدثون عن قبور الصحابة وآل بيت الرسول وعن أماكن دفنهم ومن تلك القبور قبر السيدة زينب رضي الله عنها، حيث إن بعض الناس قالوا إنه يتواجد في القاهرة وتمت تسمية منطقة هُناك بذلك الاسم، والبعض الآخر يقول إن قبرها في دمشق ولكن لم يُقال ذلك في كُتب أو رواة أحد المؤرخين.

تُوفيت السيدة زينب سنة 62 هجريًا/ 681 ميلاديًا وهُناك بعض الأقاويل على أن السيدة زينب لديها ضريحين أحدهما في دمشق والآخر في مصر، ولكن لم يتم العثور على إثبات لتلك الأقاويل من خلال أحد الرواة أو مؤرخين تلك الفترة لذلك لم يتم الأخذ بها، وفي ظل معرفتنا أين دفنت السيدة زينب نضع السبب لقولهم ذلك الضريحين.

1– الضريح المزعوم في دمشق

الذي قال إن السيدة زينب قد دُفنت في ضريح يوجد بدمشق ذلك كان بُناءً على أن السيدة زينب قد هاجرت مع زوجها عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- إلى الشام، هذا أثناء المجاعة التي ضربت المدينة المنورة حيث إنه كان يمتلك مزرعة هُناك ومن ثم مرضت السيدة زينب ودُفنت في دمشق.

لكن ذلك القول لم يؤخذ به بسبب أنه لم يُثبت في أية أقاويل أن زوج السيدة زينب كان يمتلك مزرعة في دمشق، حيث إن عبد الله بن جعفر-رضي الله عنه- كان يذهب إلى معاوية ويأخذ منه المال وكان كثيرًا ما ينفقه في سبيل الله سبحانه وتعالى، وفي حالة أننا قد صدقنا أن زوج السيدة زينب لديه مزارع في دمشق فلماذا يأخذ عبد الله زوجته زينب من الشام.

ذلك بعد إرسالها إلى دمشق بلباس السبايا، وقد شاهدها يزيد بن مُعاوية وهي في حالة يرثى لها، فكيف يُمكن أن نُصدق أن السيدة زينب يُمكن أن تعود إلى دمشق بعد ما حدث لها هُناك، بينما في حالة أن عبد الله بن جعفر كان مُهاجر إلى دمشق بسبب المجاعة التي حدثت في مكة المُكرمة فكان أكرم له أن يبيع محصوله الذي يُقال إنه لديه في دمشق على أن يترك المدينة ويُهاجر.

حتى يتمكن من الاستفادة من ثمن المحصول في مُساعدة أهل المدينة في تلك المجاعة، بالإضافة إلى أن تكلفة سفر عبد الله والسيدة زينب إلى دمشق تزيد من تكلفة عيشتهم في المدينة.

فمن أين لهم بمثل ذلك المال في ظل تلك المجاعة، وكيف لعبد الله أن يأخذ زوجته السيدة زينب ويترُك أهله وناسه ورائه يموتون من الجوع، لذلك قد تكون الأقاويل المذكورة عن دفن السيدة زينب في دمشق غير صحيحة.

2– الضريح المزعوم في مصر

بعض الأقاويل ردت على سؤال أين دفنت السيدة زينب بأنها قد تم دفنها في مصر، ولكن على الرغم من ذلك لم تظهر صحة لتلك الأقاويل سواء من مؤرخي العصر أو من خلال الرواة، ولذلك أصدر الشيخ محمود المراكبي كتابًا يتحدث فيه عن قبر السيدة زينب (القول الصحيح عن حقيقة الضريح).

حيث قال في الكتاب إن السيدة زينب لا يوجد قبر لها في مصر وأن هذا القول ليس له أساس من الصحة، بالإضافة إلى أن تلك المعلومة لم يتم تداولها في كُتب الرحالة الذين زاروا مصر ووصفوا معالمها، وأثارها، والأضرحة التي توجد بها مثل ابن بطوطة، والهروي، وخليل بن شاهين.

بل أن الكثير من المؤرخين قد اتفقوا على شيء واحد وهو أن السيدة زينب لم تُدفن في مصر وأنها لم تأتي إليها من الأساس ومن هؤلاء المؤرخين: الحافظ السيوطي، وابن ظهيرة المصري، وأبن ميسر، ونور الدين السخاوي.

كما تم التأكيد من فتحي الحديدي أن آخر الأخبار التي قيلت عن السيدة زينب في الكُتب هو ما كتبه المؤرخ ابن الأثير في الكتاب الذي وضعه وهو الموسوعي الكامل في التاريخ، حيث إنه قال إن يزيد بن مُعاوية بن أبي سُفيان قد أمر نُعمان بن بشر بأخذ السيدة زينب -رضي الله عنها- ومن كان يُصاحبها من الشام إلى الحجاز.

بالإضافة إلى إرسال رجل طيب وأمين معها لكي يحميها ويوصلها إلى المدينة وإلى بيتها في أمان عن طريق الخيل، وبعد ذلك لم تظهر أية أخبار عن السيدة زينب -رضي الله عنها- ولذلك يُقال إنها ظلت في المدينة المنورة حتى توفيت وتم دفنها فيها.

فضائل السيدة زينب

بعد معرفة الإجابة عن سؤال أين دفنت السيدة زينب، نوضح أن السيدة زينب -رضي الله عنها- كانت تتصف ببعض الصفات التي قد ورثتها عن أبيها علي بن أبي طالب وأمها فاطمة الزهراء ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الصفات الشجاعة، والحكمة، والبلاغة.

ذهبت السيدة زينب إلى العراق مع أخيها الحسين عندما قالوا أرسلوا أهل العراق إليه أن يأتي إليهم وأنهم سوق يُساندون ولكن حدث العكس تمامًا وشعرت السيدة زينب بالحزن الشديد على سوء نيلة أهل العراق لأخيها، وأن ذلك تسبب في مقتل الحُسين في كُربلاء وبقيت تلك الحادثة في قلوب المُسلمين إلى يومنا هذا.

شاهدت السيدة زينب -رضي الله عنها- آل بيت النبي وهم يتساقطون واحد تلو الآخر أمامها، ولم يُكن أحد ينتبه إلى قرابتهم من الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي أخر تلك المعارك لم ينجو أحدًا منها سوى علي ابن الحسين أخيها للسيدة زينب وكان صغيرًا في ذلك الوقت.

بقي العديد من نساء آل بيت النبي وبجانبهم السيدة زينب وقد أمر والي العراق أن يأتوا بهم إليه وبعد ذلك قرر أن يتم إرسالهم إلى الخليفة مُعاوية بن أبي سُفيان وكأنهن سبايا حرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى