من هي أكثر الصحابيات رواية للحديث
من هي أكثر الصحابيات رواية للحديث؟ وكم حديث قد روته؟ كان للنساء دور فعال في نشر الدين الإسلامي، خاصة في رواية الأحاديث النبوية الشريفة، والتي تعد المصدر الأساسي للدين الإسلامي بعد القرآن الكريم، انطلاقًا من ذلك معرض لكم عبر موقع الماقه إجابة سؤال من هي أكثر الصحابيات رواية للحديث؟
من هي أكثر الصحابيات رواية للحديث؟
أثر الصحابة بشكل كبير على انتشار الدين الإسلامي، خاصة في انتشار الأحاديث الشريفة التي تستند إلى منهج الرسول –صلى الله عليه وسلم-، فكان هناك الكثير ممن اشتهر برواية الحديث، ومنها من النساء.
ففي صدد إجابة سؤال من هي أكثر الصحابيات رواية للحديث؟ الإجابة تكون السيدة عائشة –رضي الله عنها- ابنة أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-، والذي كان يعد هو أيضًا من رواة الأحاديث الشريفة.
قامت السيدة عائشة برواية ما يتجاوز 2210 حديثًا شريفًا، كما كان لها دور فعال في انتشار دعوة الدين الإسلامي لكافة أنحاء العالم، وساهم في ذلك حدوث الكثير من الأمور فقط في منزل النبي –صلى الله عليه وسلم- كان لا يعلمها فقط إلا نساؤه.
ساهم ذلك في شرح الكثير من الأمور التي كانت مخفية عن الناس؛ لأنه لا يستطيع أحد الصحابة أن يبقى في منزل الرسول الكريم طوال الوقت، ويعرف ما يقوم به النبي –صلى الله عليه وسلم-.
تميزت السيدة عائشة –رضي الله عنها- بالقدرة على الحفظ والذكاء والإكثار من العبادات والصدقات، كما كان يشهد لها الناس بحس الخلق والفقه.
روت الكثير من النساء، بجانب السيدة عائشة –رضي الله عنها الأحاديث النبوية الشريفة، ونعرضها في النقاط التالية:
- السيدة أم سلمة –رضي الله عنها-.
- السيدة ميمونة بنت الحارث –رضي الله عنها-.
- السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان –رضي الله عنها-.
- السيدة أسماء بنت يزيد –رضي الله عنها-.
دور السيدة عائشة في رواية الأحاديث
بعد معرفة إجابة من هي أكثر الصحابيات رواية للحديث، نذكر دور السيدة عائشة في رواية الأحاديث النبوية الشريفة، حيث ظلت ترويها لفترة خمسين عامًا، بالإضافة لنشر أحكام الدين الإسلامي.
عاشت السيدة عائشة –رضي الله عنها- في بيت النبوة، مما ساعدها في استسقاء كل شيء من الرسول –صلى الله عليه وسلم- كما كانت تعرف بتطلعها الواسع من أجل الفهم والحصول على الفائدة من العلم.
حيث عرفت السيدة عائشة بكثرة الاستفسارات والسؤال، والتنقيب والتمحيص بشكل دقيق، لولا تأهيل الله عز وجل لها في رواية الأحاديث والقدرة على الفهم والحفظ، لضاعت مجموعة كبيرة من سنن الرسول-صلى الله عليه وسلم- في منزله.
شهد الصحابة الكرام والتابعون بمكانة السيدة عائشة –رضي الله عنها-، حثيث قال أبو موسى الأشعري أنه في حالة عدم إيجاد الصحابة لحديث من الرسول –صلى الله عليه وسلم- كانوا يسألون السيدة عائشة ويجدون العمل عندها.
روت السيدة عائشة ما يتجاوز 2210 حديثًا، منهما 174 حديثًا اتفق عليهما مسلم والبخاري، والبخاري بمفرده حصل على 54 حديثًا، أما مسلم فانفرد ب69 حديثًا شريفًا.
أغلب الأحاديث التي قامت السيدة عائشة بروايتها كانت قد تلقتها بشكل مباشر من الرسول –صلى الله عليه وسلم-، لذلك كانت تنفرد ببعض الأحاديث بسبب مكانتها لدى الرسول الكريم.
أغلب الأحاديث النبوية التي قد روتها تضمنت على السنن الفعلية، وأدت مكانتها العالية في رواية الحديث إلى جعل حجرتها المباركة بمثابة مدرسة الحديث الأولى، التي كان يتردد عليها أهل العلم، وكانت ترى أنه يجب الحفاظ على ألفاظ الأحاديث كما هي؛ لذلك حضر إليها الكثير من الرواه للتأكد من صحة الأحاديث.
كان أبو هريرة من أكثر الجالسين في حجرة السيدة عائشة لكي يستمع إليها لما سوف يتحدث به مع الناس، وكان دائمًا ما يسألها عن إنكارها لأي شيء يقوله، وعدد تلاميذ السيدة عائشة بلغوا 350 راويًا للأحاديث النبوية الشريفة.
تلاميذ السيدة عائشة في رواية الحديث
بينما نعرف من هي أكثر الصحابيات رواية للحديث، نذكر تلاميذ السيدة عائشة-رضي الله عنها- في رواية الأحاديث النبوية الشريفة، وذلك في النقاط التالية:
- أبا السيدة عائشة أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
- عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- أبو موسى الأشعري.
- أبو هريرة.
- عبد الله بن عباس.
- ربيعة بن عمرو الجرشي.
- السائب بن يزيد.
- عمرو بن العاص.
- عبد الله بن عباس.
- عبد الله بن عمرو.
- عوف بن الحارث أخ السيدة عائشة من الرضاعة.
- عروة بن الزبير ابن أسماء بنت أبي بكر.
- عبد الله بن الزبير.
- صفية بنت شيبة.
- أسماء وحفصة بنات عبد الرحمن بن أبي بكر.
مميزات رواية السيدة للأحاديث الشريفة
بينما نتناول من هي أكثر الصحابيات رواية للحديث، فتميزت السيدة عائشة –رضي الله عنها- بالعلم الذي تجاوز كافة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم-، ففي حين جمع كافة روايات زوجات النبي الكريم الآخرين، فلا يكونوا مقارنة بروايات السيدة عائشة.
حيث قال سفيان الثوري أن علم السيدة عائشة أكثر من علم زوجات النبي-صلى الله عليه وسلم- الأخريات، وبعد وفاة الرسول الكريم حصلت السيدة عائشة على الاستقلال في الفتوى إلى أن توفيت في عمر يقارب السبعين، وظلت تروي أحاديث النبي إلى تلك الفترة.
نقد السيدة عائشة للمرويات
بينما نسرد من هي أكثر الصحابيات رواية للحديث، فإن السيدة عائشة رضي الله عنها كان لها بعض الطرق عند نقدها للمرويات، ونعرض تلك الطرق من خلال الفقرات التالية:
1- التماس العذر
عندما كانت تقوم السيدة عائشة بالتعقيب أو الاستدراك كانت تلتمس الأعذار، والدليل على ذلك التماسها للعذر بالحديث الشريف الخاص بتعذيب المؤمن، وبكاء وحزن أهله عليه، وقالت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لم يكذب ولكنه قد نسي وأخطأ.
2- الغضب الشديد
كانت تغضب السيدة عائشة –رضي الله عنها- عندما يسئ أحدًا فهم ما يدور في صدر الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ويظهر ذلك في رواية التالية: ” دخَل رجُلانِ مِن بَني عامرٍ على عائشةَ، فأخبَراها أنَّ أبا هُرَيْرةَ يُحدِّثُ عنِ النَّبيِّ عليه السَّلامُ أنَّه قال: إنَّ الطِّيَرةَ في المرأةِ، والدَّارِ، والفَرَسِ، فغضِبَتْ، وطارتْ شُقَّةٌ منها في السَّماءِ، وشُقَّةٌ في الأرضِ، فقالت: والذي نزَّل القُرآنَ على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما قالها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَطُّ، إنَّما قال: إنَّ أهلَ الجاهليَّةِ كانوا يَتطيَّرونَ من ذلك“.
3- الاستدلال من القرآن الكريم
استندت السيدة عائشة –رضي الله عنها- إلى القرآن الكريم، ونتبين ذلك في قولها: ” حَسْبُكُمُ القُرْآنُ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[فاطر:18]” وكان ذلك في عدة حوادث.
قامت السيدة عائشة –رضي الله عنها- باستخدام منهج القرآن الكريم بعدة طرق، لكنها كانت تقوم بالاستناد إلى الآية القرآنية من أجل تأييد ما قالته في روايتها وتصحيح المعاني بها.
4- الاستناد إلى أسباب ظهور الأحاديث
اعتمدت السيدة عائشة رضي الله عنها عند نقد المرويات على الأسباب التي أدت إلى ورود الأحاديث النبوية الشريفة، وتوضيح الشخص الذي قال الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيه الحديث.
5- الاحتجاج بمعرفتها
كانت تقوم السيدة عائشة رضي الله عنها بالاحتجاج بمعرفتها فيما يخص الرسول –صلى الله عليه وسلم بمنزله، حيث تقوم بنفي بعض المرويات من خلال ما تعرفه عن النبي الكريم.
من أشهر الحوادث التي تبين ذلك انكارها لقول إن الحمار والمرأة والكلب يقطعون الصلاة، وردها كيف يتم تشبيه المرأة بالكلاب والحمير، حيث إن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يصلي وبينه وبينها سريرها التي كانت مضطجعة فيه.
6- معارضة الأحاديث بأخرى
في بعض الأحيان كانت تقوم السيدة عائشة برد بعض الأحاديث؛ بسبب مناقضتها لحديث آخر، وتكتفي فقط بذلك أو القيام بالرد على رواية تلك الحديث برواية أخرى من ذات الحديث.
لكن كانت تقوم عائشة رضي الله عنها بإتيان المرجح من الروايات والأحاديث على أساس العقل أو مناسبته للمعروف من الدين بشكل ضروري.
من أمثلة معارضة الحديث بحديث آخر، هو ردها على رواية أبو هريرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” مَن لَم يوترْ فليسَ منَّا” وسؤالها عمن سمع تلك الرواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث قالت أن الحديث الصحيح هو:” مَن جاء بالصَّلواتِ الخَمْسِ قد أكمَلهنَّ لَمْ ينقُصْ مِن حقِّهنَّ شيئًا كان له عندَ اللهِ عهدٌ ألَّا يُعذِّبَه ومَن جاء بهنَّ وقدِ انتقَص مِن حقِّهنَّ شيئًا فليس له عندَ اللهِ عهدٌ إنْ شاء رحِمه وإنْ شاء عذَّبه” رواه عبادة بن صامت.
من الأمثلة التي تدل على قيام السيدة عائشة-رضي الله عنها- بإتيان الحديث مع المرجح، هو نقدها لرواية ابن عمر لحديث النبي –صلى الله عليه وسلم-:” إنَّ بلالًا يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى تَسْمَعُوا تَأْذِينَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ“.
انتقدت هنا السيدة عائشة رواية ابن عمر على أساس ترجيح العقل، حيث إن المؤذن لصلاة الفجر يجب أن يكون مبصرًا وابن أم مكتوم يكون كفيفًا، أما بلال كان مبصرًا، فمن الأفضل أن يكون مؤذنًا؟
في ذلك الصدد قالت السيدة عائشة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:” كلُوا واشربُوا حتى يُؤَذِّنَ بلالٌ“، بذلك كانت تقوم بتصويب الروايات ونقدها من خلال عرض الروايات الراجحة والاستناد عليها من خلال الحجج الخارجية، سواء كانت حديث شريف أو آية قرآنية أو فعل من أفعال النبي-صلى الله عليه وسلم-.