اسلاميات

لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء

لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء؟ وما هي الحكمة في ذلك؟ ولماذا لا تتزوج المرأة أكثر من مرة كما يفعل الرجل؟ فالله سبحانه وتعالى طلب من المؤمنين أن يعملوا عقولهم، ومن الجيد أن تسأل عن الحكمة في ذلك فالله لا يفرض شريعة لا غرض لها، لذا من خلال موقع الماقه سنقوم بإخبارك عن السبب الذي شرع لأجله الزواج أكثر من مرة للرجال.

لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء؟

هذا السؤال تسأله النساء عادةً ظنًا منها أن الله قد ظلمها في تشريعه لهذه الشريعة، حاشا لله أن يظلمها، ولكن له في أمره الكثير من الحكم، المرأة ما يحركها هي غيرتها، ولكن البعض الآخر ما يحركه هو تشكيكه في دين الله، فالبعض من غير المسلمين يسألون هذا السؤال تشكيكًا في عدل الله سبحانه وتعالى وشريعته.

لكن لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء؟ فنرد على المسلمة التي تسأل هذا السؤال بقوله تعالى من سورة النساء:

فعلى المسلمة ألا تسأل سؤالًا بهذه الطريقة يقتضي رغبة فيما هو في يد غيرها حتى لو كان في أمر كهذا، فالله سبحانه وتعالى إن ساوى بين اثنين يختلفان في طبيعتهما الفسيولوجية يكون في هذا ظلم لأحدهما، فالله قد أعطى المرأة رحمًا واحدًا لا تقدر إلا أن تحمل به مرة واحدة في السنة.

المرأة لا يُمكنها أن يكون لها مولودان من نفس الرجل في ذات الوقت أما الرجل فيمكنه ذلك، كما يُمكنه أن يتحمل مسؤولية الإنفاق على كل أولاده من عدة نساء في حالة إن كان مقتدرًا.

كما أن زواج المرأة من عدة رجال لا يجعلها قادرة على أن تهتم بعدة أزواج، ولا في أعمال المنزل ولا في واجباتها الحميمية، فهي تحيض لمدة خمس أيام إلى تسعة في الشهر، وإذا كانت حاملًا ستبقى في حالة لا تسمح لها أن تعطي حقوقها للرجال الذين تزوجتهم بسبب الإرهاق الجسدي الذي يصيبها.

أما الرجال قادرين على أن ينجبوا طوال الوقت متى تزوجوا، لكن المرأة ما إن تحمل مرة فهي ستبقى تسعة أشهر لا تقدر أن تحمل لأنها حامل في الأصل، كما أن فترات رضاعتها لن تستطيع أن تحمل فيها مهما جامعت زوجها.

لأن في فترة الرضاعة يفرز جسدها هرمونات تقلل كثيرًا من فرص حملها، فهي في هذه الحالة لا يمكنها أن تحمل من رجل واحد، فالأمر سيكون نفسه لو جامعت أكثر من رجل.

آراء العلماء حول تعدد الزوجات

بعد أن عرضنا لكم الأدلة العقلية على سؤال لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء؟ نعرض الآن آراء العلماء في هذا الشأن، وذلك فيما يلي:

  • منع التعدد لا يعطي المرأة المساواة بل إنه يظلم كليهما، فعدد النساء في الأرض يفوق عدد الرجال بكثير، ومنع شريعة التعدد قد يؤدي إلى حلين لا ثالث لهما إما أن تمتنع النساء عن الزواج وتصبح بلا زوج، أو تلجأ للزنا وهو محرم في الإسلام.
  • إن هذا السؤال عن لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء؟ يبدو وكأن التعدد فرض على الرجال، فليس كل الرجال يتزوجون مرة ثانية أو ثالثة، فبعض الرجال يكتفون بمرأة واحدة والبعض الآخر لا يقدرون على تكاليف الزواج لمرة ثانية.
  • المرأة ليست مستعدة للجماع في كل الأوقات، فبالرغم من أن دورتها الشهرية أو طبيعة حملها قد تمنعها، إلا أنها قد تمتنع لأسباب نفسية، فهي ليس لديها القدرة النفسية أن تحب أكثر من رجل في آنٍ واحد وتعاشرهم جميعهم.
  • إن الرجل قد يتزوج من امرأة عقيم لا تلد، فإن كان التعدد ليس ممكن سيتعين عليه أن يطلق زوجته العقيم لكي يتزوج من أخرى يمكنها أن تنجب له الأولاد، ولكن رحمة بهذه الأم شرع الإسلام هذه الشريعة لكي يقدر الرجل على كفالة زوجته العاقر وفي نفس الوقت لا يحرم من الأبوة.
  • من أحد أهم أسباب مشروعية الزواج أكثر من مرة للرجل هو قدرته على كفالة امرأة مسكينة، أو أرملة ولديها يتامى، فهذا في صالح الأمة.

الحكمة من إباحة التعدد

إن المرأة لم يخلقها الله لتكون أداة جنسية، وإباحة التعدد للمرأة يضعها في هذا المفهوم التي هي حتى غير قادرة على مجاراته بسبب طبيعة جسدها، فقد خلق الله المرأة للرجل من أجل أن يسكن إليها فقد قال الله تعالى:

من هذه الآية نستنتج أن الله سبحانه وتعالى شرع الزواج من أجل أن يكون أساسه المودة والرحمة، وما دام الرجل يحقق وجود هذه المودة والرحمة بينه وبين زوجته فإن التعدد في هذه الحالة لا يقلل من شأنها، كما أن الإسلام كفل لها حق أن ترفض وجود زوجة ثانية وأن تطلب الانفصال في حال كانت لا تطيق الأمر.

كما يقول الإمام ابن باز: إن من حكم إباحة التعدد، هو العفة، فإنه ليس كل امرأة تجد رجلا وحده قد يكون الرجال أقل من النساء ولا سيما عند الحروب، ولاسيما في آخر الزمان كما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام، فمن رحمة الله أن يكون للرجل أربع حتى يعف أربعا وينفق على أربع، ففي هذا مصالح لجنس النساء أيضًا، فإن وجود ربع زوج خيرًا لها من عدم زوج بالكلية، يكون لها الربع أو الثلث أو النصف يكون خيرًا لها من العدم، ففي ذلك إعفافها، وفي ذلك أيضًا الإنفاق عليها وصيانتها.

من قول الإمام في هذا النص، نستنتج أن المرأة لا يمكنها أن تجد أكثر من رجل لتتزوجهم، فمن غير المعقول أن يحدث هذا وعدد الرجال أقل من عدد النساء، فالعكس هو ما يكفل العفة للمسلمين.

من الفوائد التي شُرِعَ من أجلها التعدد هي زيادة النسل، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة».

كما أن من فوائد التعدد في الإسلام زياد الترابط بين الأمم فعندما يتزوج الرجل من امرأة يستطيع أن يدخل إلى مزيد من العائلات مما يزيد الترابط الأسري، فقد تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- من عدة قبائل من أجل نشر الإسلام فيها.

في نهايته قد شرع الله سبحانه وتعالى تعدد الزوجات للرجال في الآية الكريمة: «فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ» (النساء:3) فأمر الله نافذ ولا يمكن أن يعترض أحد على شريعة الله بعد أن تبين له حكمته منها، ولا أن تتساءل المسلمة لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء؟

شروط تعدد الزوجات

إن كنت تسأل لماذا شرع الله التعدد للرجال دون النساء؟ وتظن أنه قد ترك الأمر من دون ضوابط، فقط يحل للرجل أن يفعل ما يشاء فعليك أن تعلم أن هنا خطأ كبير، فالرجل لا يقدر على أن يتزوج من دون عدة ضوابط منها:

  • لا يمكن للرجل أن يتزوج أكثر من امرأة في وقت واحد، فقط يمكنه أن يتزوج بحد أقصى أربع نساء.
  • يجب أن يكون الرجل قادر على الإنفاق على أكثر من امرأة في ذات الوقت حتى يحل له أن يتزوج أكثر من مره.
  • من المهم أن يكون الرجل قادرًا على أن يعدل بين زوجاته، فإن لم يستطع فلا يمكنه أن يتزوج من أخرى.
  • يجب أن يكون للرجل قدرة على جماع أكثر من امرأة في نفس الوقت وإعطائهن جميعًا حقوقهن.
  • من الضروري جدًا أن يتوافر في الرجل قدرته عدم الانشغال عن أمور الدين عن تزوج أكثر من امرأة.
  • لا يحل للرجل أن يجمع بين امرأة وقريبتها، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك: «لا يُجمعُ بين المرأة وعمَّتها، ولا بين المرأة وخالتها».

شرع الله التعدد للرجل لِما فيه صلاح للناس جميعًا ولكن ببعض الشروط التي يجب أن تتوافر في الرجل فلا يمكنه أن يجمع بين أكثر من امرأة دون توافرها فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى