اسلاميات

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة؟ وهل للأمر أحكام خاصة؟ هذا الأمر بالغ الخطورة ويجب أن نتجنب الوقوع فيه، ولكن هناك العديد من يقع في هذا الخطر ويريد حل سريع، فيلجأ لمعرفة الحكم الشرعي لسؤاله هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة، ونعرضه لكم بشيءٍ من التفصيل من خلال موقع الماقه.

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة

إن الطلاق للمرة الثالثة يعتبر من أكبر الشواهد على وجوب ذلك الطلاق، ويُقال عنه أنه بائن بينونة كبرى، وذلك الطلاق قد وصل إلى مرحلة الخطر، بحيث إنه قد حُرم عليه إرجاعها.

حيث إنه لا يُمكن للرجل الذي طلق امرأته للمرة الثالثة أن يُرجعها إلا إذا تزوجت من رجل غيره، ليس ذلك فقط، بل لا بد أن تكون الزيجة كاملة، ولا يتم الانفصال إلا عند حدوث مشاكل تؤدي إلى كره الزوجين لبعضهما، وصعوبة عيشهما معًا أو حدوث وفاة للزوج.

إذن فإن هذا الأمر غير جائز إلا بتوافق الشروط التي أشرنا إليها، ونحن الآن سنقوم بعرض بعض الأمور الهامة المتعلقة بهذا الموضوع وقضايا الخلاف الناشئة عنه.

اقرأ أيضًأ: هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن

أحكام إرجاع الزوجة بعد الطلاق الثالث

بعد أن أجبنا عن سؤال هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة، ووضحنا شروط هذا الأمر، ما زال هناك عدة جوانب تُطرح في ذلك الموضوع، ولذلك سنوافيكم ببعضٍ منها:

حكم إرجاع الزوجة إن كانت الطلقات متفرقة

يحل للزوج إرجاع زوجته بعد الطلقة الأولى سواء أكانت بائنة وذلك يكون بعقد جديد، أو كانت رجعية وذلك في أيام العدة أي لا يلزم عقد جديدة، وكذلك يكون الأمر في الطلقة الثانية.

لكن هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة، لا يحل إرجاع الزوجة، لأن في هذه الحالة تعتبر الطلقة بائنة بينونة كبرى، وبطبيعة الحال حدثت الطلقات في أوقات متفرقة، لذلك إن أراد الرجل إرجاع زوجته في هذه الحالة فلا بد من وقوع الشروط التي طرحناها مُسبقًا.

حكم إرجاع الزوجة في حالة الغضب

عند غضب الزوج يمكن أن يتفوه بلفظ الطلاق وهو غير مدرك لخطورة هذا اللفظ، ويُنظر في ذلك الأمر نظرتين، ألا وهما:

  • النظرة الأولى: هو أن تقع الطلقات الثلاثة في لفظة واحدة وفي مجلس واحد.
  • النظرة الثاني: هي درجة الغضب التي وصل إليها الزوج عند تفوهه بهذا اللفظ.

ينقسم الغضب لحالات عدة، من ضمنها أن يكون الغضب كحالة مرضية تجعل صاحبها كالمعتوه، أي لا يدرك ما يقول أو ما يفعل، ولا يتمكن من ضبط نفسه إطلاقًا، وفي هذه الحالة تكون الطلقة واحدة وليست ثلاث، وإن لفظها كذلك.

أما في حالة الغضب العادي، الذي يكون صحابه مدرك فيه ما يقول وما يفعل، فهنا يكون لفظه مطبق أي أنه في هذه الحالة يكون قد طلقها الطلقة الثالثة بلفظ واحد، وتنطبق عليه شروط من طلق الطلقة الثالثة على فترات مختلفة.

إرجاع الزوجة في حالة الغضب الشديد الغير مؤثر على العقل

لقد اختلف العلماء في أمر الزوج الذي يُطلق زوجته للمرة الثالثة وهو غاضب غضبًا شديدًا، ولكن ذلك الغضب لم يؤثر على مدى تحكمه بنفسه وأقواله وتصرفاته.

فالمذاهب تختلف في هذا الأمر، حيث إن مذهب الحنفية وبعض الحنابلة يقولون: إن الطلاق في هذه الحالة يكون لغوًا ولا يُؤخذ به، وبذلك لا يتطلب الرجعة.

أما مذهب المالكية وبعض جمهور الحنابلة ينظرون إلى الحالة التي وقع فيها الطلاق، وينظرون إلى كيفية نطق الرجل لكلمة الطلاق، وينظرون أيضًا إلى نيته عندما قام بالطلاق، وبعد ذلك يقومون بالحكم.

حكم إرجاع الزوجة بلفظة واحدة

يحدث ذلك الطلاق عندما يقول الزوج لزوجته بلفظ صريح: “أنتِ طالق بالثلاثة”، ويعتبر هذا النوع من الطلاق مُبتدعًا أي مخالفًا للسُنة النبوية.

ذلك الحكم تختلف في آراء العلماء، بحيث يُجمع معظم الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب الأربعة، ومذهب الظاهرية، ولجنة الإفتاء بالمملكة العربية السعودية على أن هذا الطلاق يُعتبر ثلاثيًا ولا رجعة فيه.

يرى علماء مثل ابن إسحاق، وابن تيمية، وابن القيم، وبعض الظاهرية، ودار الإفتاء المصرية والأردنية والسورية، بأن هذا الطلاق يُعتبر في مقام الطلقة الواحدة، ويمكن الرجعة في أمره، ما لم يُطلق الزوج امرأته مرتين قبل هذه المرة.

اقرأ أيضًأ: هل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقه الاولى بدون علمها

أنواع الطلاق

إن الطلاق من الأمور التي شرعها الله، ولكن بشروط عدة، وفي حالات خاصة، ومن هذه الحالات تعرض أحد الزوجين إلى الإيذاء المباشر، كره الزوجين لبعضهما واستحالة عيشهما معًا لأسباب عدة، وللطلاق عدة أنواع في الشريعة الإسلامية، وهي:

الطلاق المُحرم: يعتبر الطلاق محرمًا في حالتين، وهما عندما يحدث الطلاق أثناء ما تكون الزوجة في فترة الحيض، أو في أثناء الطهارة بعد الجماع.

الطلاق المكروه: وذلك النوع هو الذي يقع بدون وجود أيه أسباب مقنعة أو واضحة لحدوث ذلك الطلاق، وقد اختلفت آراء العلماء في هذا النوع من الطلاق، حيث يرى بعضهم أنه طلاق مكروه ولكنه حلال، ويرى البعض الآخر من العلماء أن هذا الطلاق يُعتبر محرمًا.

الطلاق الواجب: إن هذا الطلاق يقع في حالة الاتفاق الكامل للزوجين عليه مع وجود عدة أسباب منطقية ومقنعة، ويأخذ في هذا الطلاق رأي شخصين حكيمين عاقلين أحدهما من أهل الزوج، والآخر من أهل الزوجة، ويكون هذا الطلاق واجبًا حينما يتأكدوا من استحالة مقدرة الزوجين على العيش معًا بأي شكلًا من الأشكال.

الطلاق الثالث: إن هذا الطلاق هو محور حديثنا، ويعتبر ذلك الطلاق بائنًا بينونة كبرى، أي إن عقد الطلاق سيكون باطلًا بمجرد وقوعه، ولا يكون للزوج أية حقوق في رد زوجته بعد هذا الطلاق إلا بالشروط التي أشرنا إليها مُسبقًا.

ما الفرق بين الطلاق البائن والرجعي؟

سنعرض لكم الفرق بين الطلاق البائن والطلاق الرجعي من خلال قول الشيخ أحمد وسام (مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء):

أولًا: الطلاق البائن

قد عرفت دار الإفتاء الطلاق البائن بأنه: “خروج المطلقة من علاقتها الزوجية بشكل تام، وانتهاء أي ارتباطات بينهما، مثل: وجوب النفقة، ووجوب طاعة الزوجة لزوجها، ميراث أحدهما من الآخر، وذلك يكون عند وفاة أحدهما، وغيرها من الأمور الأخرى.

للطلاق البائن في الإسلام نوعان، وهما: طلاق بائن بينونة صُغرى، وطلاق بائن بينونة كبرى.

1ـ الطلاق البائن بينونة كبرى: إن الرجل الذي يُطلق زوجته ثلاث مرات، فبذلك يكون الطلاق بائن بينونة كبرى، ولا تحل زوجته له إلا بعد أن تنكح زوجًا آخر، وهذا الزوج يُطلقها عن كراهة، أو يموت حتى تتمكن من العودة إليه، وذلك يتضح في قوله تعالى:

2ـ الطلاق البائن بينونة صغرى: وهو إن طلق الزوج زوجته الطلقة الأولى، أو الثانية، وظل تاركها حتى انقضاء فترة العدة المتعارف عليها، ولم يُرجعها في ذلك الوقت، فهي بذلك بينونة صغرى.

اقرأ أيضًأ: هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق عند المأذون

ثانيًا: الطلاق الرجعي

قد أفادت دار الإفتاء بأن الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي يمكن للزوج فيه أن يُرجع زوجته بشكل تلقائي دون حدوث رسوم الطلاق المعهودة، ولكن ذلك يكون خلال فترة العدة التي تقدر بثلاثة أشهر من الطلاق، وعادة ما تحسب فترة العدة بثلاث حيضات تبدأ الأولى بعد وقوع الطلاق، ويُعرف ذلك الأمر بإخبار المطلقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى