اسلاميات

لماذا سميت سورة الأعراف بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الأعراف بهذا الاسم؟ وما هو فضل سورة الأعراف؟ حيث إن القرآن الكريم يحمل في ثناياه معانٍ جميلة، ومقاصد مختلفة، وفي تلاوته أجر كبير وعظيم.

كما أن التأمل في أسماء السور يزيد من الإيمان والورع، لذا سوف نتطرق إلى عرض إجابة سؤال لماذا سميت سورة الأعراف بهذا الاسم، وفضلها من خلال موقع الماقه.

لماذا سميت سورة الأعراف بهذا الاسم

انقسمت السور في القرآن الكريم إلى مدنية ومكية، وكلٍ منها له الأسباب التي نزلت بعدها، وعدد سور القرآن 114 سورة، منهم سورة الأعراف التي لها العديد من المقاصد التي تتضمنها آياتها، والتي سيتم توضيحها فيما بعد.

أما الإجابة عن سؤال لماذا سميت سورة الأعراف بهذا الاسم، فهو يرجع إلى أن السورة تحتوي على اسم سور الأعراف، وهو الذي يحول بين الجنة والنار، حيث يعمل على تقسيم أهل الجنة عن أهل النار.

فإن الأشخاص الذين تتساوى حسناتهم مع سيئاتهم، يقفون عليه، حتى يقضي الله بجزائهم، ومصيرهم إما في الجنة أو النار والعياذ بالله، وهم من يطلق عليهم أهل الأعراف.

كما توضح السورة أنهم يقفون على الأعراف، فينظرون إلى النار يستعيذوا من عذابها، وينظرون إلى أهل الجنة ويلقون عليهم السلام، ويتمنون لو أنهم منهم، وفي النهاية يتوب الله -عز وجل- عليهم ويدخلهم الجنة.

بالإضافة إلى أن اسم السورة قد تناقل في السيرة النبوية الشريفة، فعن مروان بن الحكم أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال في حديث صحيح: ” أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ قالَ: ما لي أراكَ تقرأُ في المغربِ بقصارِ السُّورِ؟ قد رأيتُ رسولَ اللهِ يقرأُ فيها بأطول الطُّوليينِ! قلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما أطولُ الطُّوليينِ؟ قالَ: الأعراف“ [صحيح النسائي]

أسماء سورة الأعراف

من الجدير بالذكر أثناء عرض إجابة لماذا سميت سورة الأعراف بهذا الاسم، التنويه بأن للسورة أسماء أخرى، والتي قد وردت في كتاب البصائر ذو التمييز للفيروز أبادي، وتتمثل تلك الأسماء في:

  • سورة الميقات: وهو ما سميت له لاحتوائها على ميقات موسى – عليه السلام -، حيث قال الله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا) [سورة الأعراف: الآية رقم 143]
  • سورة الميثاق: وهو ما يرجع إلى أن السورة تشمل الحديث عن الميثاق، حيث يقول الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ) [الأعراف، الآية رقم 172]

من هم أهل الأعراف؟

بالحديث عن إجابة سؤال لماذا سميت سورة الأعراف بهذا الاسم، جدير بالذكر أن هناك بعض الاختلافات بخصوص أهل الأعراف لدى الفقهاء وأهل العلم، حيث يقول البعض أنهم أناس قاموا بالذهاب إلى القتال في سبيل الله، دون إذن، فأمر الله تعالى أن يدخلوا الجنة.

بينما يوجد رأي آخر ينص على أنهم الأشخاص الذين حصلوا على رضا الوالدين في الحياة الدنيا، ورأي ثالث يقول بأنهم ليسوا بشر بل ملائكة من الجنة، كما يقول بعض العلماء أنهم الأشخاص الذين يتفرغوا لقضاء حوائج الناس.

إلا أن الرأي الأول هو الأصح، وهو الذي يشيد بأنهم الأشخاص الذين يقفوا على سور الأعراف ما بين الجنة والنار، حيث قال القرطبي أنهم الناس الذين لم تكن حسناتهم كافية لإدخالهم الجنة، ولم تدخلهم سيئاتهم النار.

مقاصد سورة الأعراف

كل سورة بالقرآن الكريم لها مقاصد معينة، وبالتدبر والتأمل لأهل العلم والفقهاء في الدين في الآيات القرآنية لسورة الأعراف، قد أوضحوا المقاصد التالية:

١- معجزات النبي عليه الصلاة والسلام

من أول الأمور التي بدأت سورة الأعراف بالحديث عنها، هي معجزة القرآن الكريم، والتي تعد من أقوى المعجزات التي نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام، مع بيان ضرورة التمسك بتعاليم وإرشادات هذا الكتاب الذي يوضح الحل، والحق لكل المواقف التي قد يمر بها الإنسان في حياته.

كما تضمنت الآيات الكريمة بسورة الأعراف الصراع الأبدي، والذي يكون بين الحق والباطل، وأن بدايته كانت منذ صراع إبليس مع آدم ومحاولاته لإغوائه هو وزوجته، فتحذر الآيات من الوقوع إثر وساوس الشيطان، فهو العدو الأقوى للإنسان على وجه الخليقة.

ذلك ما يؤكده سبحانه وتعالى في سورة البقرة حيث يقول: (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) [البقرة، الآية رقم 36]، كما قال: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ) [سورة طه، الآية رقم 123]

في ذلك المقصد تأكيد على الإيمان برسالة الأنبياء، حيث أرسلهم الله ـ عز وجل ـ من أجل إقناع الناس بعبادة الله الواحد الأحد، وأنه سبحانه وتعالى اختار الرسل من البشر؛ لكي يكونوا متقاربين من الفكر الخاص بالناس، كي يسهل عليهم الإدراك والفهم.

٢- تدبر خلق الله سبحانه وتعالى

من ضمن الأمور التي تناولتها سورة الأعراف، هي ضرورة التفكر في الكون من حول الإنسان، وإبداع الله – عز وجل – في الخلق، وكيف أن الكون بأسره يسير وفق طبيعة كونية مالكها الواحد الأحد.

كما أنها تبيّن أهمية الشكر لنعم الله وأفضاله علينا، حيث ذكرت قصة الأقوام السابقة، الذين كانوا لا يشكرون نعم الله والسراء، ويشكون ويجزعوا في وقت الضيق والضراء، وأنهم كانوا كالأنعام، حتى قضى الله في أمرهم.

في ذلك المقصد تأكيد للناس على ضرورة عبادة الله الواحد الأحد، وأن الآلهة أو الأصنام لن تنفع أو تضر، فهي غير قادرة على كف الأذى عن نفسها، أو حتى أن تجلبه، والله وحده هو القادر أن يخلق ويزيد النعم، ويبعد الشر.

بما يدل أن فيه دعوة من الإسلام إلى التحلي بالأخلاق الحسنة، والمظهر الحسن كذلك، فإن الله ـ عز وجل ـ جميل يحب الجمال، وينهى عن الرذيلة والإسراف في التزين، وهدر الأموال.

٣- الإسلام يدعو إلى التطيب والتطهر

ذُكر في آيات سورة الأنعام كذلك أن الإسلام يدعو إلى التطهر والتزيّن، حيث إنه من واجب المسلم أن يتزين ويتطهر قبل العبادة، وتم إنكار أن الزينة محرمة في آيات سورة الأعراف، لكن في نطاق الشرع، والحفاظ على تغطية العورات، ودون إسراف.

سورة الأعراف وفضلها

الأعراف سورة مكية، ما عدا الآيات رقم 163 ورقم 170 فهي مدنية، وتعد سورة الأعراف واحدة من أطول السور في القرآن الكريم، بعد سورتي البقرة والنساء، والتي نزلت على النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بعد سورة ص، ويبلغ عدد آياتها 206 آية، وكل آيات القرآن الكريم لها مقاصد ومعاني جليلة.

لسورة الأعراف فضل كبير في قراءتها، كما يكون الفضل بقراءة كل حرف في القرآن الكريم، فعن وائلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال في حديث صحيح: “أُعطيتُ مكانَ التوراةِ السبعَ الطوالُ، ومكانَ الزبورِ المئينَ، ومكان الإنجيلَ المثانِي، وفُضّلتُ بالمُفَصّلِ“ [السلسلة الصحيحة]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى