اسلاميات

لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم؟ وما فضائل تلك السورة؟ الحج هو ركن من أركان الإسلام الخمسة الذي شرعه الله –سبحانه وتعالى- للمسلمين، ومن أهمية الحج أنزل باسمه سورة قرآنية، سورة الحج تحتوي على آيات يجب معرفتها وما تشتمل عليه من مواعظ وفضائل جليلة، ونستعرض ذلك الموضوع من موقع الماقه.

لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم

عرفت سورة الحج بذلك الاسم لأنها السورة القرآنية التي فُرض في آياتها الحج، حيث أمر الله –سبحانه وتعالى- نبينا إبراهيم –عليه السلام- بعد الانتهاء من بناء بيت الله الحرام أن يتجه لدعوة الناس إلى الحج للبيت الحرام وعبادة الله الواحد الأحد والامتثال لأوامره وأداء فرائض الإيمان.

سميت سورة الحج بذلك الاسم في فترة وجود سيدنا محمد –عليه أفضل الصلاة والسلام- وذلك لأن القرآن الكريم أنزل عليه، وبمجرد نزول تلك السورة الكريمة فرُض الحج على المسلمين جميعًا.

تم ذكر آيات لفريضة الحج على المسلمين وأداء مناسكه في سور أخرى كسورة البقرة وسورة آل عمران.

بعدما علمنا لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم علينا التنويه ببعض المعلومات الهامة حول سورة الحج، منها:

  • سورة الحج في الجزء السابع عشر في القرآن الكريم.
  • عدد الآيات التي تحتوي عليها السورة ثمانية وسبعين آية.
  • نزلت سورة الحج بين مكة والمدينة، أي تحتوي على آيات مدنية ومكية.
  • تحتوي السورة الكريمة على الكثير من فضائل الحج وأهميته، وضرورة تمسك المسلمين بالذهاب للبيت الله الحرام.

جدير بالذكر الإشارة إلى أنه قد ذكر في السورة الكريمة سجدتين:

  • الأولى في الآية الثامنة عشر بقوله تعالى: “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩” (18).
  • الثانية في الآية السابعة والسبعين بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ “(77).

مقاصد سورة الحج

بعدما أوضحنا لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم نشير إلى أنه يوجد بالسورة الكريمة العديد من الموضوعات التي نستشف منها على مقاصدها، كالآتي:

  • ذكر يوم القيامة للمسلمين وذلك لتنبيهم بما يلقوه من جزاء نتيجة أعمالهم في الحياة الدنيا، فوجب عليهم الحذر والتمسك بعبادة الله الواحد الأحد والإخلاص في الإيمان به.
  • وجود أدلة قوية على أن الله –عز وجل- واحد أحد لا يوجد له شريك في الملك وذلك لإسكات من يبعث الشائعات بحديث غير ذلك.
  • ذكر مخاطر الشيطان على الإنسان المؤمن، وأنه يسعى لبث كل الأمور السيئة بداخله والتشكيك في وحدانية الله –سبحانه وتعالى- وأكدت الآيات أن الشيطان لا ينفع الإنسان يوم القيامة، لذلك على المؤمن عدم الخضوع لوساوس الشياطين.
  • التأكيد على وحدانية الله –عز وجل- وإبطال كل الأحاديث الكاذبة التي تقول عكس ذلك، والغرض من تلك الأحاديث الكاذبة فقط هو إبعاد المسلمين عن الهداية والإيمان وعبادة الله الواحد الأحد.
  • احتوت الآيات الكريمة على التذكير على إعادة إحياء البشر مرة أخرى بعد الموت، وذكر الله –سبحانه وتعالى- في الآيات مراحل خلق الإنسان، وتطوره من مرحلة إلى مرحلة حتى أصبح في أحسن صورة.
  • كما كان الله –عز وجل- قادرًا على خلقه في المرة الأولى فأيضًا قادرًا على خلقه في المرة الثانية وإعادة إحياءه من جديد، وذكر الله –عز وجل- دليل على ذلك بأنه أحيا النباتات في الأرض الميتة.
  • أوضحت الآيات صفات الكفار المشركين بالله –عز وجل- ونبذهم للدخول في الإسلام واتباع أشرف الخلق محمد –عليه أفضل الصلاة والسلام- وأن ما يفعلوه من التشكيك في الإسلام ما هو إلا نتيجة لجهل وتكبر منهم.
  • ذكرت الآيات تماثل ما فعله المشركين بما فعلته الأمم السابقة من قبلهم من تكبر واستهزاء، وما حدث لهم من عذاب وعقاب نتيجة لذلك، وأن الله –سبحانه وتعالى- أعطى لهم وقت للتوبة والعودة إليه مثلما فعل مع الأمم السابقة.
  • تحقيق أمنيات المسلمين وتقوية قلوبهم على الإيمان، ووعد الله –عز وجل- لهم بالنصر والتفوق على كل الأمم.
  • التأكيد على وجود الجنة والنار، وأن من يفعل ما أمر الله به واتبع الصواب سيحصل على جزاء عظيم ويدخل الجنة، أما من أشرك بالله –تعالى- وارتكب المعاصي فسيجزى بدخول النار ونيل العقاب الشديد.
  • أوضح الله –عز وجل- في الآيات الكريمة ما أنعم به على الناس من النعم التي لا تعد، وأن ما يفعلونه من خير للتقرب إلي الله فسينالون نتيجة لذلك عفوه ورحمته ونصره.
  • التذكير على أهمية بيت الله الحرام وما على المسلمين من التوجه إليه وإقامة مناسك الحج، كما أوضحت الآيات أن من قام ببنائه هو إبراهيم –عليه السلام- فقد نال هذا الشرف العظيم، كما أمره الله بدعوة الناس للعبادة والتوجه إلى البيت الحرام.
  • أمر الله –سبحانه وتعالى- في آيات سورة الحج المسلمين بالقتال والجهاد في سبيله بقوله –تعالى-:“وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ“.

فضائل سورة الحج

هناك مميزات وصفات تفردت بها سورة الحج على غيرها من السور القرآنية وترجع أهمية معرفة تلك المزايا بعد الإجابة على سؤال لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم كالآتي:

  • هي السورة الوحيدة التي سميت بركن من أركان الإسلام ولا توجد سورة أخرة تحتوي على اسم ركن آخر.
  • وصف العلماء سورة الحج بأنها من معجزات وعجائب القرآن الكريم وذلك لأن تم التوفيق فيها بين آيات مكية وآيات مدنية، والمسلم والكافر، والسلام والحرب، والليل والنهار، والتابع والمتبوع.
  • احتوت سورة الحج على ذكر القلوب الأربعة وهم فاقد البصيرة والمريض ومتحجر القلب والمؤمن بالله –عز وجل-
  • بداية سورة الحج هو أسلوب نداء من الله –عز وجل- إلى جميع خلقه بقوله -تعالى-:“يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” (1).
  • في قوله -تعالى-: “(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ)”، توضح الآية الكريمة الفرق بين أنواع الجدال وقيمته حيث أن الجدال القائم على الإيمان بالله وحده وإدراك لنعم الله –عز وجل- هو جدال حق مشروع للإنسان الدخول فيه، أما الجدال الذي يحتوي على الشرك بالله والجهل فذلك جدال سيء ومكروه.
  • قوله -تعالى-: “(فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)” دليل واضح وصريح على أهمية العمل الصالح والتضرع في الإيمان، ومن يفعل ذلك له السعة في الرزق وسيجزى جزاء حسن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى