اسلاميات

هل يجوز الترحم على الكافر

هل يجوز الترحم على الكافر نجيب عليه اليوم عبر موقعنا البلد حيث أنه لم تترك الشريعة الإسلامية أي أمر متعلق بحياة المسلمين وعلاقاتهم مع الآخرين بدون وضع أحكام لها، ومن المسائل التي تشغل بال بعض المسلمين هو جواز الترحم على الكافر أو عدم جوازه، وفي شأن الدعاء للكافر اثنان من الأحوال ، وهما الدعاء بالترحم على الكافر الميت، والدعاء للكافر الحي بالهداية، وسوف نتعرف بمزيد من التفصيل الإجابة على سؤال هل يجوز الترحم على الكافر من خلال سياق السطور القادمة.

هل يجوز الترحم على الكافر في القرآن

لقد اتفق جميع العلماء على الحكم بعدم جواز الترحم على موتى الكفار بالرحمة والمغفرة، وتلك إجابة هل يجوز الترحم على الكافر فقد قال الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه أن الاستغفار للكافر غير جائز كما جاء في الكتاب وفي السنة وبإجماع الفقهاء، والدليل على ذلك نجده في قوله تعالى في الآية 113، 114 من سورة التوبة،﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ﴾، وذلك لكفرهم عدم إيمانهم بالله عز وجل.

هل يجوز الترحم على الكافر في السنة

فألح الرسول الكريم في طلبه من أبي طالب بقول لا إله إلا الله، فيردان بنفس القول، حتى قال أبو طالب على ملة عبد المطلب، ولم يقل لا إله إلا الله، فقال الرسول الكريم، “والله لأستغفرنَّ لك ما لم أُنْهَ عنك” فنزلت الآيات الكريمة السابقة من سورة التوبة، كما قال البخاري في تفسير الآية 56 من سورة القصص أن المقصود بأنك لا تهدي من أحببت هو ما حدث بين النبي الكريم وعمه أبي طالب.

إذن فإن انتفاع العبد بالدعاء له شروط وقواعد، فلا يجوز الشفاعة للكافرين من عذاب النار، أو الاستغفار بهم والترحم عليهم في حالة موتهم على الكفر، حتى ولو كان الشفيع هو الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، حتى عندما رغب النبي ابراهيم في الترحم لوالده الذي مات على الكفر لوعده له بذلك، ولكن عندما تيقن من أنه عدو لله تعالى تبرأ منه.

وفي حديث ثابت عن النبي الكريم رواه البخاري عن أبي هريرة، قول الرسول ما معناه أن إبراهيم عليه السلام عندما يلتقي بأبيه بيوم القيامة، ويقول له ألم أقل لك ألا تعصاني، فيرد الأب اليوم لا أعصاك، فيطلب إبراهيم من ربه ألا يرده ويحزنه يوم القيامة ووعده له بذلك، فيقول له الله عز وجل أنه قد حرم الجنة على الكفار، ثم يُلقي بأبو إبراهيم في النار لأنه مات على الشرك، فإن الله تعالى لا يُغفر لمن يُشرك به.

كما نرشح لك المزيد من التفاصيل عن أحكام إسلامية وردت في كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال: هل يجوز الترحم علي المنتحر وما هي عقوبة الانتحار

هل يجوز الدعاء للكافر الحي

إن بغض الكفار وأفعالهم من الواجبات على كل من يتبع ملة إبراهيم، وهو هذا الأصل وذلك لأنهم أعداء الله سبحانه وتعالى، ولكن يجوز التلطف معهم في بعض الأحيان بالقول و بالفعل، لو تبين أنه يمكن هدايتهم للدين الإسلامي، كما جاء في السنة النبوية الشريفة، وذلك ما أكد عليه الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام، فقد كان الرسول الكريم يدعو لبعض الكفار بالهداية، فقد دعا لأم الإمام أبو هريرة حتى اهتدت للدين الإسلامي.

وكان النبي الكريم يدعو بالاسم لبعض الكافرين لكي يهديهم الله، كما أنه استسقى لبعضهم عندما طلبوا منه ذلك من أجل تأليف قلوبهم على الإسلام، ومن الثابت كما جاء في صحيح البخاري والمسلم أن أبو هريرة قد جاء ببعض الرجال من قبيلة عمرو الدوسي وأصحابه، فقال له أنهم قد عصوا وأبوا الهداية، فدعا لهم بالهداية حتى تتألف قلوبهم.

وكان النبي الكريم يدعوا للكثير من الكفار بالهدايا حين يأتي إليه أحد الصحابة ليطلب الدعاء لأحد من أقاربه بالهداية لدين الإسلام فكان يدعوا لهم، وقد كان يدعو كذلك على كفار قريش لعنادهم وابتعادهم عن الإسلام والنفور منه، ومعاداة المسلمين، فجاءت عليهم سنة جاعوا فيها حتى أكلوا العظام والميتة.

فأتى إليه أبو سفيان يقول له لقد أمرت يا محمد بصلة الرحم، وأنت ترى هلاك قومك، فادع الله لهم، فقرأ عليه الآية العاشرة من سورة الدخان، ومعناها أن ينتظر حتى يأتي الدخان من السماء، ولكن بالرغم من ذلك قد عادوا ثانية لكفرهم، فجاءت الآية 16 من سورة الدخان فيما معناها أن الله سبحانه وتعالى سيبطش بهم البطشة الكبرى، وهو يوم بدر، وقد دعا الله تعالى لكي ينزل الغيث، حيث استشفع الكفار بالمسلمين لكي ينزل الغيث، وبالفعل ارتوى منه جميع الناس.

كما شرح البخاري في صحيحه أمر الدعاء للكافرين لكي تتألف قلوبهم، حيث أن قول يتألفهم إشارة لأن الرسول الكريم كان في بعض الأوقات يدعو على الكافرين عندما يزيد إيذائهم له، وفي بعض الأوقات كان يدعو لهم لكي تتألف قلوبهم على الإسلام حينما يرى في بعضهم رجاء للدخول في الإسلام.

ويقول كذلك أن الدعاء على المشركين جائز ولكن يُستثنى منه المرجو دخولهم في الإسلام، وعلى ذلك يمكن الجمع بين الدعاءين، بمعنى جواز الدعاء على الكفار لزجرهم عند تماديهم في معاداة المسلمين، وازدياد الكفر، أو الدعاء لبعضهم بالهدايا في حالة تأليف قلوبهم على الإسلام.

وننصحك أيضًا بالتعرف على المزيد من المعلومات عن الأحكام الإسلامية عبر: هل يجوز الصلاة بالبنطلون الضيق أو الواسع وماهي آداب الصلاة ؟

 الملخص

من الأحكام والشروحات السابقة نستنتج ما يلي:

  • أنه لا يجوز الترحم على الكافر أو الاستغفار له بإجماع الآراء الفقهية وطبقاً للكتاب والسنة.
  • لا يمكن الدعاء على الكافر بحرمانه من الهداية أو الدعاء بموته على الكفر.
  • يمكن الدعاء للكافر الحي بالهداية في حالة وجود رجاء من دخوله في دين الإسلام.
  • يمكن الدعاء على الكافر المؤذي أو المحارب، وهو جائز كذلك على الكافر غير المحارب.
  • يجوز الدعاء للكافر في أي من الأمور الدنيوية لوجود سبب مرتبط بترغيبه في الإسلام، أو من باب الإحسان أو بدافع القرابة، ولا يجوز الدعوة له بظهر الغيب حيث لا يعود ذلك بأي منفعة لأنه لا يعلم بشأن ذلك.
  • عدم تهاون الدين الإسلامي مع الكافر بالله عز وجل، وأنه من كبائر الذنوب التي تؤدي بصحابها للهلاك، كما كان الدين الإسلامي سمح عند إجازة الدعاء للكافر في حالة وجود أمل في اتباعه لدين الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى