اسلاميات

حكم العادة السرية في رمضان

ما هو حكم العادة السرية في رمضان؟ وما هي كفارة العادة السرية؟ رمضان هو شهر البركة والخير الذي نهانا الله عن فعل المحرمات فيه بشكل تام، حيث يجب على المرء أن يتقرب من ربه ويملأ وقته بالطاعات والعبادات التي تزيد من حسناته، لا أن يفعل شيء محرم يؤثر على صيامه مثل العادة السرية، لذا من خلال موقع الماقه سنقوم بذكر إجابة سؤال ما هو حكم العادة السرية في رمضان.

حكم العادة السرية في رمضان

تُسمى العادة السرية بالاستمناء وهو فعل محرم في جميع الأوقات، ولكن عندما يتم فعله في الشهر الكريم فإن ذلك أشد حُرمة وعقابه من الله يكون أكبر، نظرًا لانتهاك حُرمة شهر رمضان وما فيه من فضائل وشعائر دينية.

الدليل على حُرمانية هذا الفعل تم إثباته في قوله تعالى:) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) الآية من 5-7 من سورة المؤمنون.

نفهم من هذه الآية القرآنية الكريمة أن الله يطلق على الاستمناء اسم الاعتداء، حيث يقوم المرء بتخيل نفسه وهو يجامع امرأة مما يؤدي إلى إثارة الشهوة، ويعتبر هذا الأمر حرام بشكل تام، ونجد الإثبات على ذلك في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- المروية عن أبي هريرة -رضي الله عنه-:

(إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ) صحيح البخاري.

المُراد من هذا الحديث الشريف أن التفكير في هذه الأمور من صغائر الذنوب إذا لم يتأثر بها الفرج، أما إذا صدقها الفرج وتحول الأمر إلى الزنا الذي تعتبر العادة السرية نوع من أنواعه، فإن ذلك يكون من الكبائر المحرمة، إلا إذا تم الأمر مع الزوجة فيكون غير محرم في هذه الحالة.

يُمكننا القول بأن حكم العادة السرية في رمضان لا ينص على إبطال الصيام إذا كان في ليل اليوم وليس في نهاره، ولكن يجب التوبة من هذا الفعل المحرم نظرًا لعقوبته الشديدة، ويجب الاغتسال بعد الاستمناء بأي طريقة، فإذا صبح نهار رمضان على فاعله دون أن يغتسل وليس هناك سبيل للاغتسال فلا قضاء عليه.

لكن إذا كان هناك سبيل للاغتسال ولم يفعل ذلك فإن عليه قضاء الصلوات التي صلاها وهو على جنابة أي على عدم طهارة نتيجة الاستمناء، فلا تُقبل صلوات من صاحب العادة السرية إذا خرج منه المني أثناء القيام بالعادة السرية ولم يغتسل بعدها، لذا يجب عليه الاغتسال بعد الاستمناء.

العادة السرية في نهار رمضان

يختلف الأمر تمامًا إذا تم القيام بالعادة السرية في نهار رمضان، حيث يجب على المرء في هذا الوقت أن يكون بين يدي الله كغيره من الأوقات، نهار رمضان هو وقت قضاء العبادات وعمل الطاعات بشكل أكثر من الذي يحدث في نهار الأيام العادية، بالإضافة إلى منع النفس من الشهوة والبعد عن التخيلات التي تزيد احتمالية حدوث ذلك، ليس الامتناع عن الطعام والشراب فقط.

في حالة أن قام المرء بالاستمناء عن قصد فقد بطل صيامه، أي قام بتحفيز العضو الجنسي بأي طريقة بغرض إنزال مني أو استخدم يده في ذلك، ولا خلاف في هذا الأمر حتى لو لم يعلم الذي قام بهذا الفعل أنه مبطل لصيامه، فيجب عليه الندم والاستغفار والتوبة عن هذا الفعل وعدم فعله مرة أخرى.

أما في حالة أن تم إنزال المني بغير قصد أي تم الاستمناء نتيجة رؤية صورة حفزت الشهوة، ليس من خلال اللمس المباشر أو الاحتكاك، فلا يكون صيام المرء باطلًا ولكن عليه الاستغفار والتوبة أيضًا ومحاولة التقرب من الله بشكل أفضل، حيث يمنع نفسه من فعل ذلك حتى ولو بدون قصد.

كفارة العادة السرية في رمضان

أحيانًا نجد نماذج فاضلة قامت بالتوبة عن هذا الفعل المحرم، ولكن يريدون أن يعرفوا حكم الأيام التي قاموا فيها بفعل ذلك في رمضان، فما الذي يجب فعله حتى يُكّفر عن هذا الذنب المحرم؟ وهل يجب عليهم إعادة الصيام مرة أخرى؟

في الحقيقة لم يتم إثبات إلزام الكفارة عن العادة السرية، ولكن إذا قام المرء بإنزال المني عن قصد في نهار رمضان فإن ذلك يُلزمه بإعادة أيام الصيام التي تعتبر باطلة له، أما إذا لم يتم الإنزال فكما ذكرنا هذا لا يُبطل صيامه ولا يتطلب منه إلا التوبة الصادقة لله تعالى والتقرب منه واستغفاره حتى يغفر الله له.

الله غفور رحيم يغفر لعباده ما يشاء، فهو يطلب من عباده الذين قاموا بفعل حرام والتي تعتبر العادة السرية من ضمنها، أن يتقربوا إلى الله وألا ييأسوا من رحمته أبدًا، كما أن الله عالم بكل شيء وبكافة النوايا داخل عباده، لذلك إذا كانت نية العبد هي التوبة الصادقة فإن الله سيغفر الله بطريقة ستدهش العبد نفسه من رحمة الله به.

نجد الدليل على الكلام السابق في بعض الآيات القرآنية الكريمة والتي تتمثل فيما يلي:

  • قوله تعالى:) قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الآية 53 من سورة الزمر.
  • قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) الآية 25 من سورة الشورى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى