اسلاميات

هل يجوز إعطاء كفارة اليمين لشخص واحد

هل يجوز إعطاء كفارة اليمين لشخص واحد؟ وما هي كفارة اليمين؟ حيث إنه في حال حلف الفرد المسلم يمينًا بالله تم حنث هذا اليمين، وجبت عليه كفارة هذا اليمين، لذا سنتعرف من خلال موقع الماقه إلى إجابة سؤال هل يجوز إعطاء كفارة اليمين لشخص واحد ورأي علماء الفقه في هذا الأمر.

هل يجوز إعطاء كفارة اليمين لشخص واحد؟

هناك العديد من الطرق التي من الممكن أن يتم من خلالها التكفير عن اليمين الذي حنثه الشخص، كما أن هناك العديد من أنواع الأيمان التي ذكرت في الفقه ومنها ما وجب التكفير عنه ومنها لا.

من أحد الطرق وأولها التي يتم من خلالها التكفير عن اليمين الذي تم حنثه هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم:

تعني هذه الآية أنه في حال الحنث باليمين فيجب على الشخص التكفير عن ذلك اليمين عن طريق إطعام عشرة من المساكين، ولكن تشترط الآية الكريمة أن يكون إطعام المساكين من أوسط ما يطعم به صاحب اليمين أهله، أي إعطاء المسكين ما يشبعه.

في حال لم يرد الفرد الإطعام، فمن الممكن أن يقوم بكسوة عشرة من المساكين، أما عن إعطاء كفارة اليمين لشخص واحد وما إذا كان الأمر جائزًا أم لا، فقد كان هناك رأيان حول جواز هذا الأمر، وهذا الموضوع هو ما سنتحدث عنه من خلال السطور التالية.

الرأي الأول: رأى بعض علماء الفقه أن الله تعالى قد ذكر كفارة اليمين في الآية بكل وضوح، وهي إطعام عشرة من المساكين بما يشبعهم، فلا يجوز أن يتم إطعام مسكين واحد أو كسوته، كما أنه لا يجوز استبدال الإطعام أو الكسوة بإعطاء المال، فلا بد من تقديم ما يكفي من الطعام لعشرة من المساكين ولا يقل العدد عن ذلك.

لكن يجوز أن يتم الإطعام مفرقًا، فمن الممكن إطعام اليوم عشرة مساكين وغدًا يقوم بإطعام عشرة غيرهم أو تقسيمهم على عدد من الأيام، فلا يهم أن يتم الإطعام متفرقًا بل ما يهم هو أن يتم إطعام عشرة مساكين بنية التكفير عن اليمين، ولا يجوز إعطاء الطعام لمسكين واحد حتى إذا تم إطعامه لعشر مرات.

الرأي الثاني: أما عن الرأي الثاني فقد ورد في بعض المذاهب الفقهية أنه من الممكن أن يتم إطعام مسكين واحد بنية التكفير عن اليمين، ولكن يشترط أن يتم إطعامه لعشرة مرات وعدم إعطائه دفعة واحدة فقط من الطعام.

ما هي كفارة اليمين؟

كفارة اليمين هي أحد الطرق التي يقوم المسلم من خلالها بالتكفير عن أحد الأيمان التي حلفها كذبًا أو حلفها ثم حنث بها، وهناك العديد من الطرق التي يتم من خلالها التكفير عن اليمين، والتي ذكرها الله تعالى في الآية التالية من سورة المائدة حين قال تعالى:

فمن الممكن أن يتم التكفير عن اليمين بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، في حال لم يكن الشخص قادرًا على فعل ذلك، فيجب عليه التكفير عن يمينه بإعتاق رقبة من العبيد، في حال لم يستطع فعليه صيام ثلاثة أيام، لذا وبعد الإجابة عن سؤال هل يجوز إعطاء كفارة اليمين لشخص واحد، سنتحدث عن كل طريقة من طرق التكفير عن اليمين بالتفصيل.

1ـ إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم

من أول الطرق التي يتم من خلالها التكفير عن اليمين هي إطعام عشرة من المساكين أو كسوتهم، وكما سبق وذكرنا أن الإطعام يجب أن يكون بتقديم ما يكفي من الطعام لإشباع المسكين، كما يجب تقديم الطعام وليس المال، ومن المهم الأخذ في عين الاعتبار كلا الرأيين السابقين حول جواز إطعام مسكين واحد.

كما أن هناك الكثير من الآراء التي اختلفت حول مفهوم الكسوة المذكور في الآية الكريمة، حيث إن هناك البعض ممن قالوا إن الكسوة يجب أن تكون عن طريق تقديم الملابس التي تصلح للصلاة بها، والبعض الآخر رأى أن الملابس يجب أن تكون ساترة لكامل الجسد، والرأي الثالث قال إنه من الممكن أن يتم تقديم أي جزء من الملابس، فمن الممكن تقديم قميص أو خف أو رداء أو غيرها قدر استطاعة الشخص الذي يريد التكفير عن يمينه.

2ـ تحرير الرقبة

تحرير الرقبة هو أن يقوم الشخص الذي يريد التكفير عن يمينه بتحرير العبد الذي لا يملك نفسه ولا يمكنه التصرف حسب إرادته، ويقال إنه في حال لم يكن هذا الشخص يملك عبدًا فمن الممكن أن يقوم بشراء عبد ويعتق رقبته.

هذه الطريقة لتكفير اليمين من الطرق التي كان يلجأ إليها الناس قديمًا في الزمن الذي انتشر فيه شراء وبيع العبيد، وقد جعل الله تعالى أمر إعتاق العبيد طريقة للتكفير عن العديد من الذنوب، وذلك لتقليل فكرة شراء وبيع العبيد تدريجيًا في قديم الزمان.

3ـ صيام ثلاثة أيام

أما في حال لم يكن الفرد قادرٌ على فعل أيٍ من الأمور السابقة من إطعام أو كسوة أو إعتاق الرقبة، فيمكنه التكفير عن يمينه عن طريق صيام ثلاثة أيام بنية التكفير عن الذنب، وهناك بعض الآراء التي رأت أن تكون أيام الصيام متتالية شرطًا لا بد منه، والبعض الآخر رأى أن التتالي ليس شرطً بل الأهم هو صيام الأيام الثلاثة بالنية المطلوبة.

أنواع اليمين في الإسلام وما يوجب الكفارة منها

في الإسلام تم تقسيم الأيمان التي يحلفها المسلم إلى ثلاثة أقسام، منها ما يجب التكفير عنه ومنها ما لا تجيب التكفير، وتنقسم الأيمان كما يلي:

1ـ اليمين الغموس

هو اليمين الذي يحلفه الشخص وهو على علمٍ بأنه يكذب، وكان الغرض من وراء هذا اليمين هو إحداث المشاكل والتدليس أو تضيع حقوق الغير، وعذا اليمين من أشد الأيمان التي يأثم صاحبها، كما أنها من الأيمان التي تجيب التكفير عنها وتحتاج من صاحبها التوبة الصادقة.

2ـ اليمين المنعقدة

أما هذا النوع من الأيمان فهو اليمين الذي يعقده صاحبه في نفسه، وينوي من هذا اليمين أن يفعل شيئًا في المستقبل لكنه لا يفعله، وفي حال لم يوفي الشخص يمينه فيجب عليه التكفير عن هذا اليمين الذي حنثه.

3ـ يمين اللغو

قال الله تعالى في كتابه الكريم: (لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ) [سورة البقرة: الآية 225] أتى تفسير هذه الآية أن الله تعالى يعني أنه في حال كان اليمين بشكلٍ تلقائي غير مقصود فمثلًا إذا قال الشخص والله لا أو غيرها من الأيمان التي تُحلف بوسط الحديث دون إلقاء بالًا لها، ففي هذه الحالة لا يأثم الشخص على يمينه ولا تجيب له الكفارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى